[قتل النفس]
  في بلاده وعباده على القريب والبعيد، وأن يطاع سبحانه فلا يعصى، وأن نذكره عند كل أمر يريده فلا ينسى، فهذا هو المعنى عندنا وهو قولنا وعليه نَعْمَلْ، والحمد لله ولي كل نعماء ووارث الأرض والسماء.
[قتل النفس]
  قال عبد الله بن الحسين ª: ومما [٩٢ أ - ب] اختلف فيه أيضاً قول الله تعالى في القرآن [٣٣ ب - أ]: {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا [١٥ - ب] إلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا}[الفرقان: ٦٨٧٠](١)، فزعم قوم: أن الآية التي في النساء نسخت هذه الآية، وهي قول الله تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا ...} الآية [النساء: ٩٣].
[توبة القاتل]
  وقال آخرون: إن آية الفرقان محكمة وهذه محكمة لم تنسخ إحداهما الأخرى، وكل من مات على غير توبة فهو من أهل الوعيد، وكل من تاب من شيء من الذنوب كلها وأخلص تاب الله عليه، وهذا قولنا وبه نأخذ، وقد زعم قوم: إن القاتل لا توبة له وإن تاب، وهم الذين قالوا: إن آية الفرقان نسختها الآية التي في النساء، وهذا عندي غير صواب؛ لأنه لا شئ أكبر من الشرك بالله ومن تاب من ذلك قبله الله، ومن ذلك:
(١) انظر: نواسخ القرآن ص (٢٠٢ - ٢٠٣)، الإيضاح (٢٣٠)، التبيان لابن أبي النجم، هبة الله ص (١٥٤)، النحاس ص (١٠٥ - ١٠٩)، عقود العقيان (٢/خ)، ابن العربي (٢/ ٣٢٢)، ابن حزم (٤٨)، العتائقي الحلي (٨١).