[كتاب الصلاة: أول ما نسخ (تحويل فرض القبلة)]
  عليه الصلاة والسلام إليه عظم أمر رسول الله ÷ عندهم، ووقع مَا يدعو إليه في قلوبهم.
  فصلى إلى بيت المقدس ستة عشر شهراً، وقيل: سبعة عشر شهراً(١). وكان رسول الله ÷ يحب قبلة أبيه إبراهيم؛ وذلك أنها كانت قبلة جميع الأنبياء $، غير أنه لم يكن أحد أمره الله ببناء البيت، ولا دله(٢) [٦٢ أ - ب] عليه، ولا أظهره له إلاَّ إبراهيم (#)(٣) وأما الأنبياء من قبله À فكانوا يتعبدون بالصلاة إليه والقصد.
  وكان # يدعوا إلى الله في ذلك، وينظر(٤) إلى السماء ويلتفت عند الصلاة إلى البيت العتيق، فأنزل الله سبحانه: {قدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فَي السَّمَاء [٣ أ - أ] فَلَنُوَلِّيَنّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَه}[البقرة: ١٤٤] أي نحوه، فنسخت هذه الآية التي قبلها (وهي)(٥) {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِب}[البقرة: ١١٥] فاشتد ذلك على اليهود.
(١) اختلف أهل العلم في أي صلاة وفي أي وقت، فقال الأكثرون: حولت يوم الإثنين النصف من رجب على رأس سبعة عشر شهراً في وقت الظهر، وقال قتادة: حولت يوم الثلاثاء النصف من شعبان، على رأس ثمانية عشر شهراً من مقدمه المدينة.
قال البخاري في رواية عن البراء: أن رسول الله ÷ صلى إلى بيت المقدس ستة عشر شهراً، أو سبعة عشر شهراً، وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت، وأنه صلى أول صلاة صلاها صلاة العصر، وقد انفرد بالرواية هذه البخاري، وروى مسلم من وجه آخر، ووقع عند النسائي من رواية أبي سعيد بن المعلى أنها الظهر، انظر: الناسخ والمنسوخ: للبغدادي. ص (٨٧)، تفسير ابن كثير (١/ ٢٩٥ - ٢٩٧)، تفسير النسائي (١/ ١٨٧ ح ٢٠)، وانظر ص (١٩٣)، أبو عوانة (١/ ٣٩٣، ٣٩٤)، البخاري رقم (٤٠) وغيره، مسلم (٥٢٥/ ١١، ١٢)، الترمذي في جامعه (ح/٣٤٠، ٢٩٦٢)، ابن ماجة (ح/١٠١٠)، وأحمد (٤/ ٢٨٣، ٣٠٤)، وابن أبي شيبة في المصنف (١/ ٣٣٤).
(٢) في (أ): دله.
(٣) ساقط في (أ).
(٤) في (ب): ويدعو.
(٥) ساقط في (أ).