[الصيام بين الجاهلية والإسلام]
  يغتسل، ثم يرجع إلى المسجد، فنهى الله(١) عن ذلك(٢) بقوله: {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ [٦٤ أ - ب] فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}[البقرة: ١٨٧].
  وكذلك بلغني [٧/ ١] أنه كان كتب على الذين من قبلهم على ما ذكرنا أن لا يأكلوا، ولا يشربوا بعد النوم(٣)، فأما قوله: {كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ ...} الآية فإنه بلغني عن رجل من أصحاب النبي ÷ أنه أطال السمور(٤) ثم دخل على زوجته فوجدها قد نامت فدعاها إلى فراشه، فقالت: إني قد رقدت.
  فلم يصدقها وواقعها، فشكى ذلك إلى النبي ÷ فيمن شكى وقد ذكرت خبرهم بَدءاً، وقد قيل: إنه عمر بن الخطاب، وإنه قال: يا رسول الله، أعتذر إليك من نفسي هذه الخاطئة.
  قال: ومَا ذاك يا عمر؟
  قال: يا رسول الله، إني رجعت إلى أهلي بعد أن صليت العشاء، وقد حرم الجماع، فزيّنت لي نفسي فأتيت(٥) المرأة.
  فقال رسول الله ÷: «لم تك جديراً يا عمر بذلك»(٦).
(١) في (أ، ج): فنهاهم الله.
(٢) انظر: جامع البيان (٢/ ١٨٦ - ١٨٩).
(٣) يؤيد هذا ماقاله أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس، عمن حدثه، عن ابن عمر قال: أنزلت {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ} كتب عليهم إذا صلى أحدهم العتمة ونام، حرم عليه الطعام والشراب والنساء إلى مثلها، قال ابن أبي حاتم: وروي عن ابن عباس، وأبي العالية، وابن أبي ليلى، ومجاهد وسعيد بن جبير، ومقاتل بن حيان، والربيع بن أنس وعطاء الخراساني نحو ذلك، انظر: تفسير ابن كثير (١/ ٣٣٣)، تفسير الخازن (١/ ١١٦ - ١١٩)، جامع البيان (٢/ ١٧٢ - ١٧٣).
(٤) التحدث مع جليسه ليلاً.
(٥) في (ب): وأتيت.
(٦) ورد في النسخة (جـ) بعد لفظ (ذلك): رواية الهادي: «ما كنت جديراً بذلك يا عمر»، والخبر أخرجه الإمام الهادي يحيى بن الحسين # في كتاب الأحكام. (١/ ١٧٧)، والطبري في جامع البيان (٢/ ١٧٣)، والطبرسي (٢/ ١٣٠)، والواحدي في أسباب النزول. ص (٣٣ - ٣٤) والسيوطي في أسباب النزول. ص (٣٢ - ٣٣)، انظر: تفسير ابن كثير، (١/ ٣٤٤) وما بعدها، تفسير الطبري. (٣/ ٤٩٧) و (٢/ ١٧١) وما بعدها في طبعة دار الكتب العلمية، تفسير الخازن. (١/ ١١٦)، تفسير الفخر الرازي، (م ٣/ ٥/١٠٤).