[الفدية]
  والضحاك بن مزاحم(١) وغيرهم، وقال من خالف هذه [٦٧ أ - ب] الفرقة: عليهما القضاء، ولا إطعام عليهما، وبهذا القول نقول، وبه نأخذ، لمعانٍ سأذكرها إن شاء الله تعالى، منها: مَا قد أجمع عليه العلماء قالوا جميعاً: إنه من دخل عليه شهر رمضان وعليه دَين من رمضان أو كلَّه، أن عليه أن يصوم رمضان الداخل، ويطعم لكل يوم مسكيناً عدد مَا أفطر.
  ومن الحجة في ذلك أن الله حكم في التارك للصوم من عذرٍ بحكمين، فحكم بالفدية في آية، وحكم بالقضاء في آية أخرى، فلما أن لم يجد ذكر الحامل والمرضع مسمى في آية واحدة، جمعناهما جميعاً عليهما القضاء والإطعام، وكان ذلك الصواب عندنا والاحتياط.
  وقد بلغني عن أنس بن مالك أنه قال: [١٥/ ١] أتيت رسول الله ÷ في إبلٍ لجار لي أخذت فوافقته وهو يأكل، فدعاني إلى طعامه فقلت: إني صائم، فقال: ادن أخبرك عن ذلك فقال: (إن الله وضع عن المسافر الصوم، وشطر الصلاة، وعن الحامل والمرضع)، فكان بعد ذلك يتلهف ويقول: إلاَّ أكلت من طعام رسول الله ÷ حين دعاني(٢).
  وبلغني عن ابن مسعود [١٦/ ١] أنه دخل عليه الأشعث بن قيس(٣) وهو [٧ ب - أ]
(١) الضحاك بن مزاحم: هو الضحاك بن مُزاحم الهلالي، أبو محمد، صاحب التفسير كان من أوعية العلم، وليس بالمجود لحديثه، وهو صدوق في نفسه، توفي في سنة اثنتين ومائة وقيل: سنة خمس ومائة وقيل: سنة ست ومائة. انظر: سير أعلام النبلاء (٤/ ٥٩٨).
(٢) الحديث أخرجه ابن الأثير في أسد الغابة ترجمة أنس بن مالك أبو أمية (١/ ١٢٦ - ١٢٧)، والطبراني في الكبير رقم (٧٦٤، ٧٦٥، ٧٦٦، ٧٦٧)، وأحمد في المسند (٤/ ٣٤٧) (٥/ ٣٩)، والبخاري في الكبير (١/ ١/٢٩)، وابن خزيمة في صحيحه (٢٠٤٢)، وابن سعد في طبقاته، وأبو داود (٢٤٠٨)، والترمذي (٧١١)، والنسائي (٢/ ١٨٠ - ١٨٢)، وابن ماجة (١٦٦٧)، وعبد الرزاق في المصنف (٤٤٧٨)، والبيهقي (٣/ ٢٣١)، وأنس هذا غير أنس بن مالك وإنما هو أنس بن مالك أبو أمية القشيري وقيل: الكعبي. انظر: الإصابة (ت ٢٧٨)، الاستيعاب (١/ ٢٠٠ ت ٨٥)، تهذيب التهذيب (١/ ٣٧٩ ت ٦١٥).
(٣) هو: الأشعث بن قيس بن معدي كرب بن معاوية بن جبلة بن عدي، كان من أكبر أمراء الإمام علي # يوم صفين، حدث عنه: الشعبي، وقيس بن أبي حازم وأبو وائل، وأرسل عنه إبراهيم النخعي. وقد وفد على النبي ÷ في سبعين من كندة. وعندما توفي، أمر الحسن بن علي # أن يوضأ بالكافور وضوءاً. وكانت بنته تحت الحسن، قيل: توفي سنة (٤٠ هـ) وزاد بعضهم: بعد الإمام على # بأربعين ليلة وعمره (٦٣) سنة. انظر: سير أعلام النبلاء (٢/ ٣٧).