[نكاح الكتابيات]
  وزعموا وذكروا أن طلحة(١) تزوج نصرانية، وهذان خبران لا أدري ما هما غير أني أحببت ذكرهما لما قدمت، وذكروا أيضا أن عثمان(٢) تزوج نائلة(٣) بنت الفرافصة الكلبية، وهي نصرانية، وهذا عندي عن عثمان ليس بصحيح، لأحاديث عارضته يذكر فيها إسلام أبيها (وإسلام أمها)(٤) وإسلامها قبل تزويج عثمان لها، ومما يفسد هذه الأحاديث عندي كعب بن مالك(٥)، وما أراد من تزويج امرأة من أهل الكتاب، وسؤاله رسول الله ÷ عن ذلك ونهيه إياه عنه، وقد قيل: إنه قال له: إنها لا تحصنك، ولا أدري ما هذه اللفظة الزائدة، وزعموا أيضاً أن رسول الله ÷ [٤ ب - جـ] (رجم يهودياً ويهودية)(٦).
(١) هو: طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب ... القرشي التيمي المكي أبو محمد، ممن سبق إلى الإسلام وأوذي في الله، ثم هاجر فاتفق أنه غاب عن وقعة بدر في تجارة له بالشام، كان قتله في سنة (٣٦ هـ) في جمادى الآخرة، وقيل: في رجب، وهو ابن (٦٢) سنه وقيل: إن الذي قتله: مروان بن الحكم. انظر: سير أعلام النبلاء (١/ ٢٣ - ٤٠)، تهذيب التهذيب، لابن حجر (٥/ ٢٠) ت (٣١٢٨).
(٢) هو: عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي، يكنى أبا عبدالله وقيل: أبو عمرو، وقبل كان يكنى أولاً بابنه عبد الله، وأمه رقية بنت رسول الله &، أسلم في أول الإسلام، وكان يقول إني لرابع أربعة في الإسلام.
تولى الخلافة بعد عمر بن الخطاب يوم السبت غرة محرم سنة أربع وعشرين بعد دفن عمر ابن الخطاب بثلاثة أيام، وقتل بالمدينة يوم الجمعة لثمان عشرة أو سبع عشرة خلت من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين من الهجرة. انظر: الطبقات لابن سعد (٣/ ٣٩ - ٦١)، أسد الغابة (٣/ ٣٧٦ - ٣٨٤)، حلية الأولياء (١/ ٥٥ - ٦١).
(٣) هي: نائلة بنت الفرافصة بن الأحوص بن عمر بن ثعلبة بن الحارث بن حصن بن ضمضم بن عدي بن جَنابٍ من كلب، ذكرها ابن سعد في طبقاته أثناء ترجمته لعثمان بن عفان. انظر: طبقات ابن سعد (٣/ ٤٠).
(٤) ساقط في (أ).
(٥) هو: كعب بن مالك بن أبي كعب، وأسم أبي كعب عمرو بن القين بن كعب بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة بن سعد بن علي الأنصاري، الخزرجي العقبي الأحدي، شهد العقبة، وهو أحد الثلاثة الذين تخلفوا في غزوة تبوك.
انظر: أسد الغابة (٤/ ٣٤٧ - ٣٤٨)، سير أعلام النبلاء (٢/ ٥٢٣ - ٥٣٠). وخبر تزويج حذيفة بيهودية، وطلحة بنصرانية، وكذا عثمان بابنة الفرافصة الكلبية، أورده البيهقي في سننه (٧/ ١٧٢).
(٦) أخرج أبو داود في سننه عن عبدالله بن مسلمه، قال: قرأت على مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر أنه قال: إن اليهود جاؤا إلى النبى ÷ فذكروا له أن رجلاً منهم وامرأة زنيا، فقال لهم رسول الله ÷: «ما تجدون في التوراة في شأن الزنا» فقالوا: نفضحهم ويجلدون، ... إلخ.
وقد أورد عدة أحاديث حول لموضوع انظر: سنن أبي داود (٤/ ١٥٣ - ١٥٧) - الأحاديث (٤٤٤٦ - ٤٤٥٥)، تفسير الخازن (٢/ ٤٣ - ٤٨)، زاد المسير (٢/ ٣٥٦ - ٣٦٩)، تفسير القرآن لابن كثير (٢/ ٩٧ - ١٠٨)، فتح القدير، للشوكاني (٢/ ٤١ - ٤٩)، مجمع البيان، للطبرسي (٢/ ٩٣ - ١٠٧).