مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن محمد (القسم الأول)،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

[المقصود بالكبر والتواضع]

صفحة 175 - الجزء 1

  يقول: إنه لا يلزمه شيء في ذلك، ويحتج عليه بأن الأصل براءة الذمة، وما ذكرناه من الكتاب والسنة بحجة؛ لدلالته على انتفاء حكم الأصل كما توضح آنفاً.

  وقال السائل: هل يكفي غالب الظن في عدم حصول الشرط في ذلك؟

  والجواب والله الموفق: أنه لا يكفي حصول الظن لقوله تعالى: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ}⁣[الإسراء: ٣٦]، وقوله تعالى: {إِنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا}⁣[النجم: ٢٨] فاعلم ذلك.

[المقصود بالكبر والتواضع]

  وقال السائل: ما تفسير التكبر والتجبر المحبطين للطاعات؟

  والجواب والله الموفق: أن التكبر والتجبر⁣(⁣١) والتعظم والتعزز والاستعلاء بمعنى واحد، وذلك المعنى هو ضد التواضع، والتواضع هو التذلل والرحامة لقوله تعالى: {أَذِلَّةٍ على الْمُؤْمِنِينَ [أَعِزَّةٍ على الْكَافِرِينَ⁣(⁣٢) ...}⁣[المائدة: ٥٤] الآية، وقوله تعالى: {رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ...}⁣[الفتح: ٢٩] الآية، وقوله تعالى لإبليس لعنه الله تعالى لما ترك التواضع، وهو السجود لآدم #(⁣٣): {فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا ...}⁣[الأعراف: ١٣] الآية.


(١) والتجبر: زيادة في (ب).

(٢) سقط من (أ).

(٣) #: زيادة في (ب).