[المقصود بالكبر والتواضع]
  يقول: إنه لا يلزمه شيء في ذلك، ويحتج عليه بأن الأصل براءة الذمة، وما ذكرناه من الكتاب والسنة بحجة؛ لدلالته على انتفاء حكم الأصل كما توضح آنفاً.
  وقال السائل: هل يكفي غالب الظن في عدم حصول الشرط في ذلك؟
  والجواب والله الموفق: أنه لا يكفي حصول الظن لقوله تعالى: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ}[الإسراء: ٣٦]، وقوله تعالى: {إِنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا}[النجم: ٢٨] فاعلم ذلك.
[المقصود بالكبر والتواضع]
  وقال السائل: ما تفسير التكبر والتجبر المحبطين للطاعات؟
  والجواب والله الموفق: أن التكبر والتجبر(١) والتعظم والتعزز والاستعلاء بمعنى واحد، وذلك المعنى هو ضد التواضع، والتواضع هو التذلل والرحامة لقوله تعالى: {أَذِلَّةٍ على الْمُؤْمِنِينَ [أَعِزَّةٍ على الْكَافِرِينَ(٢) ...}[المائدة: ٥٤] الآية، وقوله تعالى: {رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ...}[الفتح: ٢٩] الآية، وقوله تعالى لإبليس لعنه الله تعالى لما ترك التواضع، وهو السجود لآدم #(٣): {فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا ...}[الأعراف: ١٣] الآية.
(١) والتجبر: زيادة في (ب).
(٢) سقط من (أ).
(٣) #: زيادة في (ب).