مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن محمد (القسم الأول)،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

[المقصود بحسن الخلق]

صفحة 178 - الجزء 1

  {لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ}⁣[المنافقون: ٨] فتأمل.

[المقصود بحسن الخلق]

  وقال السائل: ما تفسير حسن الخلق؟

  والجواب والله الموفق: أن خلق الرجل حاله⁣(⁣١) وما يتصف به ويستمر عليه من قبيل أفعاله وأقواله وتروكه الواقعة باختياره كالسخاء والسماحة ولين الجانب ولين الكلام والشجاعة والطاعة، وتجنب أضداد ذلك من الفعل والترك، قال تعالى لنبيه ÷: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}⁣[القلم: ٤] أي: على حال عظيم وصفة عظيمة، وهي استمرارك على ما أمرناك به ونهيناك عنه.

  وفي (نهج البلاغة) ما لفظه: وقال # وقد لقيه⁣(⁣٢) عند مسيره⁣(⁣٣) إلى الشام دهّاقين الأنبار فترجلوا له واشتدوا بين يديه: (ما هذا الذي صنعتموه؟ فقالوا: خلق منا نعظم به أمراءنا. فقال: والله ما ينتفع بهذا أمراؤكم، وإنكم لتَشِقُّون به على أنفسكم [في دنياكم]⁣(⁣٤) وتشقون به في آخرتكم)⁣(⁣٥). الخبر.

  وقال أبو الأسود الدؤلي⁣(⁣٦):

  لا تنه عن خلقٍ وتأتي مثله ... عار عليك إذا فعلت عظيم


(١) حاله: زيادة في (ب).

(٢) في (أ، ب): لقيته، وما أثبته من النهج.

(٣) في (ب): سيره.

(٤) ما بين المعكوفين: سقط من (أ، ب) وهو في النهج.

(٥) نهج البلاغة (٤/ ١٠).

(٦) هو: ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل الكناني، أبو الأسود الدؤلي. فقيه، فارس، شاعر، من أصحاب أمير المؤمنين، وهو واضع علم النحو، رسم له أمير المؤمنين شيئاً من أصول النحو فكتب فيه، توفي سنة ٦٩ هـ. (معجم رجال الاعتبار ص ٢١٧).