[وجوب حسن الخلق على المؤمنين لبعضهم]
  وقال غيره:
  ومن يقترف خلقاً سوى خلق نفسه ... يدعه وترجع(١) إليه الرواجع
  ومن ذلك قول حسان بن ثابت(٢) شعر(٣):
  قومٌ إذا حاربوا ضروا عدوهم ... أو حاولوا النفع في أشياعهم نفعوا
  سجية تلك منهم غير محدثة ... إن الخلائق فاعلم شرها البدع
  فالخلائق: جمع خليقة وهي الخُلق.
  إذا عرفت ذلك فحسن الخلق الاستمرار والتعود لما يحمد من كل فعل أو(٤) ترك، وقد غلب في العرف على لين الجانب وضده على شراسة الجانب.
[وجوب حسن الخلق على المؤمنين لبعضهم]
  وقال السائل: هل يجب حسن الخلق على المؤمنين من بعضهم لبعض؟
  والجواب والله الموفق: أن تعود ما يجب على المؤمنين واجب وما يندب لهم مندوب؛ إذ ذلك معنى(٥) حسن خلق المؤمن للمؤمن كما تقرر، ووجه الوجوب والندب في ذلك ظاهر.
(١) في (أ): وترجعه.
(٢) هو: حسان بن ثابت بن المنذر الخزرجي الأنصاري، أبو الوليد: الصحابي، شاعر النبي ÷ وأحد المخضرمين الذين أدركوا الجاهلية والإسلام، توفي سنة ٥٤ هـ. (الأعلام ٢/ ١٧٥).
(٣) لفظة شعر: سقط من (ب).
(٤) في (ب): وترك.
(٥) في (ب): يعني.