مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن محمد (القسم الأول)،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

[معنى السلام]

صفحة 182 - الجزء 1

  والمطيعين بدليل قوله تعالى: {وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلاَ صَرِيخَ لَهُمْ وَلاَ هُمْ يُنقَذُونَ ٤٣ إِلاَّ رَحْمَةً مِنَّا وَمَتَاعًا إلى حِينٍ}⁣[يس: ٤٣ - ٤٤].

[معنى السلام]

  فإن قيل: فما معنى السلام؟

  والجواب والله الموفق: أن السلام من أسماء الله تعالى قال تعالى: {هُوَ الله الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلاَمُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ ...}⁣[الحشر: ٢٣] الآية، وبهذا المعنى يرد على الفساق.

  وبمعنى السلامة قال الله تعالى: {قُلْنَا يَانَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلاَمًا على إِبْرَاهِيمَ}⁣[الأنبياء: ٦٩]، فلا يجوز عليهم بهذا المعنى إذا قصد به سلامتهم في المستقبل كالرحمة سواء والدليل ما مر.

  فإن قيل: فإن⁣(⁣١) قصد المسلم بالسلام الله سبحانه أو السلامة الراهنة، وكذلك بقوله⁣(⁣٢): ورحمة الله الرحمة⁣(⁣٣) الراهنة فأي محذور يلزم مع ذلك لو ابتدأ المؤمن بالسلام على من يجب قتاله أو رده عليه⁣(⁣٤)؟

  قلت وبالله التوفيق: إن ذلك لا يحل لهم⁣(⁣٥) لما فيه من الإيناس لهم والتطيب لخواطرهم وذلك خلاف ما قال الله تعالى: {وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً}⁣[التوبة: ١٢٣] فتأمل.


(١) في (ب): فإذا.

(٢) في (ب): يقول.

(٣) الرحمة: زيادة في (ب).

(٤) عليه: سقط من (ب).

(٥) لهم: زيادة في (ب).