مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن محمد (القسم الأول)،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

[وجوب اتباع الكتاب والعترة]

صفحة 243 - الجزء 1

  فذلك انحراف عن الحق وتعام عنه بينّ؛ لأن كل لفظ إذا انتفى ما يدل على أن المراد به غير ظاهره⁣(⁣١) يصير نصاً جلياً، وإلا لزم أن قول الله⁣(⁣٢) تعالى: {اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ}⁣[البقرة: ٢٥٥]، لا يكون نصاً جلياً في التوحيد، وكذلك قوله تعالى: {وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}⁣[البقرة: ٢٨٢]، لا يكون نصاً جلياً في شمول علمه تعالى للأشياء، وكذلك قوله تعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ}⁣[آل عمران: ١٤٤]، لا يكون نصاً جلياً في كونه ÷ رسولاً، وأن يكون المراد بها خلاف ظواهرها⁣(⁣٣) لكونها صالحة لذلك، كما أن المعنىفي قوله: «لا سيف إلا ذو الفقار، ولا فتى إلا علي»⁣(⁣٤) نفي الكمال، وفي قوله تعالى: {تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ}⁣[الأحقاف: ٢٥]، البعض لا الشمول لكل شيء، بدليل خروج السماوات والأرض، وفي قولهم: ما زيد إلا أسد أي كأسد، واعتقاد ذلك كفر بالله ورسوله⁣(⁣٥)؛ لأنه خلاف ما علم من الدين ضرورة، وما ذكرناه من الأدلة على إجماعهم $ لايوجد دليل بخروجها⁣(⁣٦) عن كون المراد بها خلاف ظواهرها ومن بحث علم ذلك علماً يقيناً؛ لأن المخالفين يتعسفون في تأويلها بغير دليل، إذ لو كان ثم دليل لأتى به هذا المعاند للحق، ولم يكتف بمجرد التعسف.

  وأيضاً: لو كان المراد بها خلاف ظواهرها لورد الدليل على ذلك على


(١) في (ب): غير ظاهر.

(٢) في (أ): قوله تعالى.

(٣) في (ب): ظاهرها.

(٤) الحديث في كنز العمال برقم (١٤٢٤٢)، وفي فتح الباري لابن حجر (١٠: ١٩٦)، وفي اللآلئ المصنوعة للسيوطي (١: ١٨٩)، وفي كشف الخفاء للعجلوني، انظر: (موسوعة أطراف الحديث ٧/ ٢٥١).

(٥) في (ب): وبرسوله.

(٦) في (ب): يخرجها.