[إجماع أهل البيت على أن الحق واحد]
  حليم إذا ما الحلم زين أهله ... مع الحلم في عين العدو مهيب
  فإنه لو اقتصر على وصفه بالحلم ربما توهم أن ذلك من عجزه، فأزال ذلك ببيان أن حلمه(١) إنما هو في وقت يزين الحلم لأهله، وذلك إنما يكون مع القدرة ونحو ذلك كثير.
  فإن قيل: إن الذي ذكرت قاض بتخطئة الأنبياء $ في بعض أحكامهم، وقد قال المؤيد بالله # في جواب مطاعن الشريف علوي عليه بعد أن ذكر اقطاع النبي ÷ الدهنا ورجوعه ما لفظه: (وأما ظن من يظن أن النبي ÷ أخطأ في الحكم الأول فهو عظيم من الإثم قريب من مفارقة الدين، قال تعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى}[النجم: ٣]).
  قلت وبالله التوفيق: ذلك نبأ منه # على عدم جواز تعبد الأنبياء À بالاجتهاد عقلاً كما هو مذهبه ومذهب أبي علي(٢)، وأبي هاشم(٣)، وأبي عبد الله البصري(٤)، وهو باطل؛ لأنه لا مانع عقلاً وقع(٥) ووقع فيه الخطأ لكن لم(٦) يقر عليه وذلك في إذنه ÷ للمنافقين بدليل قوله تعالى: {عَفَا الله عَنْكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ ...}[التوبة: ٤٣] الآية، وفي عبوسه ÷ وتوليه عن الأعمى وتصديه لمن استغنى ليتألفه بذلك،
(١) في (أ): حكمه.
(٢) هو: محمد بن عبد الوهاب بن سلام الجبائي، أبو علي: من أئمة المعتزلة، ورئيس علماء الكلام في عصره، وإليه نسبت (الجبائية)، توفي سنة ٣٠٣ هـ. (الأعلام ٦/ ٢٥٦).
(٣) هو: عبد السلام بن محمد بن عبد الوهاب الجبائي، من أبناء أبان مولى عثمان، عالم بالكلام، من كبار المعتزلة، توفي سنة ٣٢١ هـ. (المصدر السابق ٤/ ٧).
(٤) هو: الحسين بن علي بن إبراهيم، أبو عبد الله، الملقب بالجُعل: فقيه، من شيوخ المعتزلة. كان رفيع القدر، توفي سنة ٣٦٩ هـ. (المصدر السابق ٢/ ٢٤٤).
(٥) في (ب): وقد وقع.
(٦) لم: سقط من (ب).