[إجماع أهل البيت على أن الحق واحد]
  وقوله ÷: «أصحابي كالنجوم بأيهم أقتديتم اهتديتم»(١)، وقول أبي بكر في حضرة النبي ÷ للآخذ السلب: «لاها الله إذن»، كذا في الرواية، لا تعمد إلى أسد من أُسْدِ الله يقاتل عن دين الله فيعطيك سلبه، فقال رسول الله ÷: «صدق» الخبر.
  ثم قال السائل: ونحو ذلك كثير!
  والجواب والله الموفق: أما قوله تعالى: {فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ ...} الآية، فهو حجة لنا؛ لأنه لو كان كل واحد منهما أعني داود، وسليمان @ في ذلك مصيب لم يكن لتخصيص سليمان # بالتفهيم من الله تعالى فائدة، والله تعالى متعال عن أن يفعل شيئاً لالفائدة واعتقاد كفر، وذلك لكونه من صفات المناقص.
  وأما قوله تعالى: {وَكُلاًّ آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا}، فللإحتراس عن سوء توهم من يتوهم أن داود # لم يكن ذا حكم وعلم على الإطلاق فإنه لو اقتصر على ذكر تفهيم سليمان # ربما توهم أن داود # لم يحصل له تفهيم في شيء من الأحكام، كما في قوله تعالى: {أَذِلَّةٍ على الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ على الْكَافِرِينَ}[المائدة: ٥٤]، فإنه لواقتصر على وصفهم بالذلة للمؤمنين ربما توهم أن ذلك لضعفهم، وقوله تعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ على الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ}[الفتح: ٢٩]، فإنه لو اقتصر على وصفهم بالشدة ربما توهم أن الرحمة منهم منتفية، وكقول كعب بن سعد(٢) [الغنوي شعراً](٣):
(١) أورده الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة وقال: موضوع. رواه ابن عبد البر في جامع العلم، وابن حزم في الأحكام، وقال ابن عبد البر: هذا إسناد لا تقوم به حجة، وقال ابن حزم: هذه رواية ساقطة.
(٢) هو: كعب بن سعد بن عمرو الغنوي، من بني غني: شاعر جاهلي، حلو الديباجة، أشهر شعره (بائيته) في رثاء أخ له قتل في حرب ذي قار، توفي نحو ١٠ ق ه. (الأعلام ٥/ ٢٢٧).
(٣) ما بين المعكوفين: زيادة في (ب).