مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن محمد (القسم الأول)،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

[وجوب متابعة العوام للأئمة الهادين]

صفحة 265 - الجزء 1

  يأمرونهم بذلك ويحرضونهم عليه فيكون ذلك كالإجماع منهم على أن الإختبار⁣(⁣١) إنما هو للمجتهدين من الأئمة دون سائر العامة!

  والجواب والله الموفق: أن العوام قد كانوا يتابعون⁣(⁣٢) أئمة الجور أكثر من متابعتهم لأئمة الهدى كما ذلك ظاهر معلوم، وأئمة الهدى ينكرون على العوام في متابعة⁣(⁣٣) من لم يعرف⁣(⁣٤) بالكمال في شروط الإمامة، ومصنفاتهم ناطقة بذلك.

  ومن الحجة علىذلك قوله تعالى: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً}⁣[الإسراء: ٣٦]، وقوله ÷: «دع ما يريبك إلى ما لا يريبك»⁣(⁣٥)، وقول علي #: (الناس ثلاثة: فعالم رباني، ومتعلم على سبيل النجاة، وهمج رعاع أتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح لم يستضيئوا بنور العلم، ولم يلجأوا إلى ركن وثيق)⁣(⁣٦).

  وأما عدم إنكار الأئمة $ على من تابع من اشتهر فضله وكماله على الناس فلم يرد على محل النزاع؛ لأن الشهرة كافية للعالم والعامي كما تقدم بيانه.

  فإن قيل: إن الشهرة لاتفيد إلا الظن لعدم الاطلاع على حقيقة الأمر، وما انطوت عليه القلوب من قصد الآخرة بالقيام بالإمامة أو الدين؟


(١) في (ب): الاختيار.

(٢) في (ب): يبايعون.

(٣) في (ب): مبايعة.

(٤) في (ب): من لا يعرف.

(٥) سبق تخريج الحديث.

(٦) نهج البلاغة (٤/ ٣٦).