مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن محمد (القسم الأول)،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

[الأدلة على تحريم معاونة الظالمين]

صفحة 282 - الجزء 1

  من المحظور، وإثارة الشرور.

  وعلمت أن الله سبحانه لا يعذر عن تبيين الحق، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمُ الله وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ}⁣[البقرة: ١٥٩] وغيرها مما يؤدي هذا المعنى من الآيات.

  وقال ÷: «من كتم علماً مما ينفع الله به في أمر الدين ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار»⁣(⁣١) وغيره مما يؤدي هذا المعنى من الأخبار.

  جمعت⁣(⁣٢) في هذا الكتاب من الأدلة وأقوال الأئمة $ ما يشتد به إن شاء الله ظهور المؤمنين، ويرغم به أنوف المبطلين، ولا عدوان إلا على الظالمين {إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيب}⁣[هود: ٨٨].

[الأدلة على تحريم معاونة الظالمين]

  أما الأدلة، فقال تعالى: {وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}⁣[المائدة: ٢].

  وقال ÷: «إن المعين للظالمين كالمعين لفرعون على موسى»، رواه الهادي⁣(⁣٣) # في (الأحكام)⁣(⁣٤).

  وعن أبي جعفر محمد الباقر بن علي⁣(⁣٥) # أنه كان يروي ويقول: «إذا


(١) أمالي أبي طالب ص ٢٠٥، باب فضل العلم والحث عليه.

(٢) في (ب): جمعنا.

(٣) تقدمت ترجمته في كتاب الجواب المختار.

(٤) الأحكام ٢٢/ ٥٣٨، ولفظ للظالمين فيه: للظالم.

(٥) هو الإمام الباقر محمد بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي، القرشي، أبو جعفر الباقر، من عظماء الإسلام وأئمة العلم، والحديث والفقه المشهورين =