مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن محمد (القسم الأول)،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

[تفسير المؤلف لكلام الإمام علي #]

صفحة 304 - الجزء 1

  ومن المعلوم أن المخلصين⁣(⁣١) من عباد الله تعالى يقبلون على الله تعالى ويخضعون له بالاستكانة من عند أن يقوموا بين يديه ويشرعون في صلاتهم، فيكون هذا المعنى منتفٍ في حقهم.

  وأما غير المخلص فلا يخطر [ما ذكر]⁣(⁣٢) ببال أحدٍ منهم، فهو منتفٍ أيضاً في حقهم، فتأمل ذلك.

  والسر في كلام أمير المؤمنين # أن أول كلامه إخبار محض عن حالهم وحكمهم، والإخبار المحض ليس إلا بالمغيبات، فأجرى # اللفظ مطابقاً للمعنى، إذ لا مقتضى للعدول عنه.

  وفي قوله #: (أصفيتم بالحق غير أهله) ... إلى آخره، معنى التوبيخ كما ذكرت أولاً، وأبلغ التوبيخ ما كان في وجه الموبخ؛ لما فيه له⁣(⁣٣) من التقريع والتبكيت؛ ولما فيه من انتفاء ما يتهم به صاحب الوجهين، فأجراه # ذلك المجرى ليعرف أنه قصد بذلك غاية التوبيخ لهم، فتأمل جميع ذلك ترشد إن شاء الله.

  وقال علي # في وصيته لابنه الحسن @ في (نهج البلاغة): (يا بني لا تخلف من ورائك⁣(⁣٤) شيئاً من الدنيا ... إلى قوله: وإما رجل عمل فيه بمعصية الله فكنت عوناً له على معصيته)⁣(⁣٥)، فبئسما ما يخلفه عوناً على المعصية.


(١) في (أ): المخلص.

(٢) ما بين المعكوفين: سقط من (ب).

(٣) له: زيادة في (أ).

(٤) في النهج: لا تخلفن وراءك.

(٥) نهج البلاغة (٤/ ٧٥٧).