مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن محمد (القسم الأول)،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

[قول المرتضى بن الهادي @]

صفحة 316 - الجزء 1

[قول المرتضى بن الهادي @]

  وقال المرتضى محمد بن يحيى⁣(⁣١) # في كتاب (الإيضاح) ما لفظه: وسألتم عن العشر هل يعطاه فاسق ذو كبيرة إذا كان فقيراً؟

  قال # [ما لفظه]⁣(⁣٢): لا يعطى منه شيء؛ لأن في إعطائه العشر ممايقويه على ما يحبه من المعصية والمباعدة لله سبحانه، فليس لمن ظهرت معصيته في أموال الله حق، وإنما يعطى من لم يعلم منه إلا خير، فقال: لأن في إعطائه العشر مما يقويه على ما يحبه من المعصية، وكذلك لا ينكر أنه يتقوى بما يعطى من أموال الناس.

  وقال # في بعض (رسائله) ما لفظه: (ومن قرب من أعداء الله شبراً بَعُد منه بذلك باعاً، فلا ترضوا بمداناتهم، ولا تُرخِّصوا لأنفسكم في مداراتهم، فإنهم أعداء الرحمن وأحزاب الشيطان ... إلى قوله #: مهلكوا العباد ومظهروا الفساد)، فقال #: ولا ترخصوا لأنفسكم في مداراتهم، وذلك عام يفيد النهي عن الترخيص في مداراتهم بالمال وغيره⁣(⁣٣)؛ لأن لفظ مداراة مصدر، والمصدر: اسم جنس باتفاق أهل العربية كالماء والعسل، واسم الجنس إذا أضيف أفاد العموم، كقولك: عسل النحل صادف الحلاوة.


(١) هو الإمام المرتضى لدين الله محمد بن الإمام الهادي يحيى بن الحسين بن الإمام القاسم الرسي، الحسني، العلوي الحجازي، اليمني، الملقب جبريل أهل الأرض، أحد عظماء الإسلام، وأئمة الآل الكرام، مجاهد، مجتهد، زاهد، ورع، مولده في جبل الرس سنة ٢٧٨ هـ، ونشأ على التقوى متحلياً بآداب الأئمة الهادين، فأخذ عن أبيه وعلماء عصره، وجاهد مع أبيه، ومن آثاره: (الأصول) في العدل والتوحيد، و (الإرادة) و (الإيضاح)، و (تفسير القرآن) وغيرها، انظر: (أعلام المؤلفين الزيدية ص ١٠١٣ - ١٠١٤).

(٢) ما بين المعكوفين: سقط من (ب).

(٣) في (ب): أو بغيره.