مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن محمد (القسم الأول)،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

[إجماع أهل البيت $ على حرمة إعانة الظالم على إقامة معروف يؤدي إلى قوة ظلمه]

صفحة 330 - الجزء 1

  قلت وبالله التوفيق: وهم لم يأخذوا على يدي الظالم، وإنما أعانوه بالمال ولم يخرجوه عنهم حتى لايكون بين ظهرانيهم، فأسأل الله تعالى أن يعمّهم بعذاب إلا من تاب.

  وفي (شرح ابن مفتاح على الأزهار)⁣(⁣١) في كتاب الوصايا: (أن الوصية للمحاربين من جملة المحظور).

  قلت وبالله التوفيق: وكذلك تسليم الأموال إلى سلاطين الجور، إذ لا فرق؛ ولأنه إنما قصد بذلك مجرد التمثيل لا الحصر.

[إجماع أهل البيت $ على حرمة إعانة الظالم على إقامة معروف يؤدي إلى قوة ظلمه]

  وفي كتب السادة من آل رسول الله ÷، وأظنه (الجوهر الشفاف)⁣(⁣٢) ما معناه: (أن الأئمة من آل رسول الله ÷ مجمعون على أنه لا يجوز إعانة الظالم على إقامة معروف أو إزالة منكر، أو إزالة من هو أكثر ظلماً إذا كان يؤدي إلى قوة ظلمه، وأما إذا كان لا يؤدي إلى قوة ظلمه فهم مختلفون في ذلك، فمنهم من قال بتحريمه؛ لأنه متبوع وليس بتابع، ولا يجوز أن يكون


(١) هو عبد الله بن أبي القاسم بن مفتاح، أبو الحسن الزيدي، العلامة الفقيه، الشهير، مؤلف شرح الأزهار من أشهر كتب الفقه الزيدي، كان عالماً مجتهدا، إماماً في الفروع، توفي سنة ٨٧٧ هـ (أعلام المؤلفين الزيدية ص ٦١٠).

(٢) (الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف) للعالم عبد الله بن الهادي بن الإمام يحيى بن حمزة المتوفى نحو سنة ٧٩٣ هـ، جرد فيه ما في الكشاف من مذهب الاعتزال، نسخه الخطية كثيرة، منها في مكتبة الأوقاف، وأخرى بالمتحف البريطاني، ومكتبة العلامة محمد عبد العظيم الهادي، ومكتبة العلامة الحجة مجد الدين المؤيدي.