[الاختلاف في اشتراط الأدلة القطعية]
  كذلك، وكذلك القول في السعاة والعمال، والحجة واحدة.
  وأما خبر حمل(١) بن مالك في دية الجنين: فإن المشهور أن علياً # كان مرجوعاً إليه؛ لأنه باب مدينة العلم كما جاء عن الرسول صلى الله عليه وآله(٢)، فأنى لهم أن علياً # رجع في ذلك إلى حمل بن مالك، وأيضاً فإن الخبر ليس فيه أن جميع الصحابة لم يعرفوا ذلك إلا منه، وكذلك القول في ما(٣) عسى أن يرد من نحو ذلك، والحجة واحدة.
  وأما رواية أن علياً # كان يُحلّف من يروي له عن النبي صلى الله عليه وآله فيقبله(٤)، فلعلّه من روايات من يغمص في حقه، ويقدّم غيره عليه مع أنها أحادية مصادمة لما يأتي(٥) ذكره إن شاء الله تعالى من تفصيله # لأحوال الرواة.
(١) في (ب): حمل حمل بن مالك.
(٢) وهو قوله ÷: «أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد المدينة فليأتها من بابها»، رواه الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين # في كتاب معرفة الله ø ص ٥٣ من مجموع رسائله، العلامة أحمد بن موسى الطبري | في المنير ص ٣٠، ص ١٨١، والحاكم الجشمي | في تنبيه الغافلين ص ٤٢، ص ١٩٠، إلى قوله: «وعلي بابها»، وأخرجه الفقيه ابن المغازلي الشافعي | في المناقب ص ٧١ برقم (١٢٠) بسنده عن جابر بن عبد الله، وبرقم (١٢١) بسنده عن ابن عباس، وبرقم (١٢٢) بسنده عن علي #، وبرقم (١٢٣، ١٢٤) بسنده عن ابن عباس من طريق آخر، وبرقم (١٢٥) بسنده عن جابر بن عبد الله الأنصاري من طريق آخر، وبرقم (١٢٦) بسنده عن علي # من طريق آخر، ورواه العلامة المجتهد الكبير محمد بن إسماعيل الأمير | في الروضة الندية ص ١٣٧، عن ابن عباس، وقال: أخرجه العقيلي وابن عدي والطبراني والحاكم، قال: وأخرجه ابن عدي أيضاً والحاكم من حديث جابر، وذكر أنه حديث مشهور، وانظر تخريجه الموسع فيه، وللحديث مصادر وطرق وأسانيد جمة، وانظر (موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف ٢/ ٥٢٦)، فقد أورد فيها من مصادره اثنين وعشرين مصدراً.
(٣) ما: زيادة في (ب).
(٤) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٢٠/ ٢٣ - ٢٤.
(٥) في (ب): كما سيأتي.