[قول الهادي # في الهجرة]
  مع إقرارهم بأنهم ليسوا بمجتهدين(١)، ولا بطريق الاستدلال عارفين، ولا من نصوص أئمتهم لذلك آخذين، وقد قال تعالى: {وَلاَ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ١٦٨ إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى الله مَا لاَ تَعْلَمُونَ}[البقرة: ١٦٨ - ١٦٩].
  وقال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ...} إلى قوله تعالى: {وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى الله مَا لاَ تَعْلَمُونَ}[الأعراف: ٣٣].
  وقال تعالى: {وَإِنَّ كَثِيراً لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ}[الأنعام: ١١٩].
  وقال رسول الله ÷: «من أعان على خصومة بغير علم كان في سخط الله حتى ينزع»، رواه أبو طالب # في (الأمالي)(٢).
  وقال علي #: (لايفتي الناس إلا من قرأ القرآن، وعلم الناسخ والمنسوخ، وَفِقهَ السنة، وعلم الفرائض والمواريث)(٣) رواه زيد بن علي # في (مجموعه).
  وقال # في (نهج البلاغة): (وإن العامل بغير علم كالسائر على غير الطريق، فلا يزيده بُعْدُه عن الطريق إلا بُعْداً من حاجته، والعامل بالعلم كالسائر على الطريق الواضح)(٤)، مع ما في ذلك من خطر الاستمرار، كما في قوله تعالى: {لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاءَ مَا يَزِرُونَ}[النحل: ٢٥].
  وقوله ÷: «من أحيا سنة من سنتي قد أميتت من بعدي فله أجر من
(١) في (ب): مجتهدين.
(٢) أمالي أبي طالب. باب التحذير من المعاصي ص ٥١٥.
(٣) مجموع الإمام زيد. باب الإخلاص ص ٢٥٧.
(٤) نهج البلاغة ٢/ ٣٣٥ من خطبة له # يذكر فيها فضائل أهل البيت.