مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن محمد (القسم الأول)،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

[قول الهادي # في الهجرة]

صفحة 346 - الجزء 1

  مع إقرارهم بأنهم ليسوا بمجتهدين⁣(⁣١)، ولا بطريق الاستدلال عارفين، ولا من نصوص أئمتهم لذلك آخذين، وقد قال تعالى: {وَلاَ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ١٦٨ إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى الله مَا لاَ تَعْلَمُونَ}⁣[البقرة: ١٦٨ - ١٦٩].

  وقال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ...} إلى قوله تعالى: {وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى الله مَا لاَ تَعْلَمُونَ}⁣[الأعراف: ٣٣].

  وقال تعالى: {وَإِنَّ كَثِيراً لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ}⁣[الأنعام: ١١٩].

  وقال رسول الله ÷: «من أعان على خصومة بغير علم كان في سخط الله حتى ينزع»، رواه أبو طالب # في (الأمالي)⁣(⁣٢).

  وقال علي #: (لايفتي الناس إلا من قرأ القرآن، وعلم الناسخ والمنسوخ، وَفِقهَ السنة، وعلم الفرائض والمواريث)⁣(⁣٣) رواه زيد بن علي # في (مجموعه).

  وقال # في (نهج البلاغة): (وإن العامل بغير علم كالسائر على غير الطريق، فلا يزيده بُعْدُه عن الطريق إلا بُعْداً من حاجته، والعامل بالعلم كالسائر على الطريق الواضح)⁣(⁣٤)، مع ما في ذلك من خطر الاستمرار، كما في قوله تعالى: {لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاءَ مَا يَزِرُونَ}⁣[النحل: ٢٥].

  وقوله ÷: «من أحيا سنة من سنتي قد أميتت من بعدي فله أجر من


(١) في (ب): مجتهدين.

(٢) أمالي أبي طالب. باب التحذير من المعاصي ص ٥١٥.

(٣) مجموع الإمام زيد. باب الإخلاص ص ٢٥٧.

(٤) نهج البلاغة ٢/ ٣٣٥ من خطبة له # يذكر فيها فضائل أهل البيت.