[قول الهادي # في الهجرة]
  الرجال، فقد قال الله تعالى: {تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلاَ فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}[القصص: ٨٣].
  وقال ÷: «كم من عاقل عقل عن الله أمره وهو حقير عند الناس، ذميم المنظر، ينجو غداً، وكم من ظريف اللسان جميل المنظر عند الناس، يهلك غداً في القيامة»، رواه أبو طالب # في (الأمالي)(١).
  وقال علي # في خطبته المشهورة المعروفة ب (القاصعة): (فإن الله سبحانه يختبر عباده المستكبرين في أنفسهم بأوليائه المستضعفين في أعينهم)(٢).
  وإياكم ومتابعة من اشتدّت رغبته في الدنيا، فقد قال الهادي # في (كتاب الخشية) ما لفظه: (ومن اشتدت رغبته في الدنيا طلب لنفسه التأويلات [الكاذبات، ومن طلب لنفسه التأويلات الكاذبات](٣)، تقحم بلا شك في المهلكات، وكان عند الله من أهل الخطيئات)(٤).
  قلت وبالله التوفيق: ومن الدليل على صحة ما قاله الهادي #، قوله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ ١٥ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[هود: ١٥ - ١٦].
  وما رواه أبو طالب # في (الأمالي) بإسناده إلى النبي ÷ في حديث طويل: «ألا وإنه من رغب في الدنيا وطال فيها أمله أعمى الله قلبه على قدر رغبته فيها»(٥).
(١) أمالي أبي طالب. ص ٢٢٥ باب ذكر علماء علماء السوء والتحذير منهم.
(٢) نهج البلاغة ٢/ ١٤٤ شرح الشيخ محمد عبده، منشورات دار المعرفة بيروت لبنان.
(٣) ما بين المعكوفين: زيادة من كتاب الخشية للإمام الهادي.
(٤) مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي. كتاب الخشية ص ٥٩٤.
(٥) أمالي أبي طالب. باب الترغيب والزهد ص ٤٩٧.