الوصية السنية
  وعليك بتعظيم شيخك في العلم؛ لقوله تعالى: {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُون}[الزمر: ٩] ... الآية، وقوله تعالى: {يَرْفَعِ الله الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}[المجادلة: ١١]، فمن جمع بين الإيمان والعلم أفضل من الذي لم يكن منه الإيمان فقط، وهو التعلم.
  واعلم يابني أني لم آمرك بالعلم إلا أنه من أعظم الطاعات لحاجتنا إليه؛ ولأنه لا ينجو إلا العلماء العاملون؛ لأنه لا ينجو من عذاب الله إلا من خشي الله بدليل قوله تعالى: {فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ الله إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُون}[الأعراف: ٩٩] وقال تعالى: {وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ ٣١ هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ ٣٢ مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَانَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ}[ق: ٣١ - ٣٣] وقد أخبر الله سبحانه أنه لا يخشاه إلاّ العلماء حيث قال: {إِنَّمَا يَخْشَى الله مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}[فاطر: ٢٨] والعابد يوشك أن يقدح الشك في قلبه، فإذا هو في وادي الهلكات.
  وروى زيد بن علي # عن علي # أنه قال: قال رسول الله ÷: «من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم، وأنه يستغفر لطالب العلم من في السماوات [ومن في](١) والأرض حتى حيتان البحر، وهوام البر، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب»(٢).
(١) ما بين المعكوفين: سقط من (أ، ب)، وما أثبته من المجموع.
(٢) الحديث في مجموع الإمام زيد، باب فضل العلماء ص ٢٥٦، وقال في آخر النسخة ما لفظه: تمت الوصية المباركة، رضي الله عن الموصي والموصى، من نسخة حكى فيها: أن كاتبها هو سيدي العلامة العلم: قاسم بن عبد الله بن حسين بن محسن ¦، قال فيها: نقلت من نسخة، قال فيها: تأريخ النسخة التي نسخت هذه عليها خمسة وعشرون وألف سنة قبل وفاة الإمام #، ألحقنا الله بهم من الصالحين، مُتبعيّن منهجهم، ومنهج محمد وآله المطهرين، وغفر لنا ولوالدينا وللمؤمنين والمؤمنات بحقهم لديه، آمين آمين. =