مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن محمد (القسم الأول)،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

[بيان الأخبار التي لا يصح الاستدلال بها]

صفحة 39 - الجزء 1

  نهى عنه وهو لا يعلم، أو سمعه ينهى عن شيء ثم أمر به وهو لا يعلم، فحفظ المنسوخ ولم يحفظ الناسخ، فلو يعلم أنه منسوخ لرفضه، ولو علم المسلمون أنه منسوخ لرفضوه.

  وآخر رابع: لم يكذب على الله ولا على رسوله، مبغض للكذب خوفاً لله وتعظيماً لرسول الله، ولم يَهِمْ بل حفظ ما سمع على وجهه، فجاء به على ما سمعه لم يزد فيه ولم ينقص منه، وحفظ الناسخ فعمل به، وحفظ المنسوخ فجنّب عنه، وعرف الخاص والعام⁣(⁣١) فوضع كل شيء موضعه، وعرف المتشابه ومحكمه.

  وقد كان يكون⁣(⁣٢) من رسول الله ÷ الكلام له وجهان: فكلام خاص، وكلام عام، فيسمعه من لا يعرف ما عنى الله به، ولا ما عنى به رسول الله ÷ فيحمله السامع، ويوجِّهه على غير معرفة معناه، وما قصد به وما خرج من أجله، وليس كل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله كان يسأله، ويستفهمه حتى إن كانوا ليحبون أن يجيء⁣(⁣٣) الأعرابي، أو الطارئ، فيسأله # حتى يسمعوا، وكان لا يمر بي شيء من ذلك⁣(⁣٤) إلا سألت عنه وحفظته)⁣(⁣٥) انتهى كلامه #.


(١) العام: سقط من (ب).

(٢) في (ب): وقد كان يكون الكلام .... إلخ.

(٣) في (ب): إن جاء.

(٤) في (ب): من ذلك شيء.

(٥) نهج البلاغة (٢/ ١٨٩ - ١٩٠) شرح مفتي الديار المصرية الشيخ محمد عبده. طبعة دار المعارف.