[اعتماد أكثر المحدثين في رواياتهم على أشياع الأموية والعباسية]
  كذبت يا زهري، بل كان يسكته الحصر، وينطقه البطر، وأي حلم مع من سفه الحق، وردّ الشرع، وحمل أولاد الأدعياء على بناته، وأظهرهم على أخواته(١)، وكذلك صرّح(٢) القاسم بن إبراهيم(٣) # بجرحه، وذكر الإمام المتوكل على الله أحمد بن سليمان(٤) #، في (أصول الأحكام)، وأبو جعفر الهوسمي، أنه كان ممن يحرس خشبة زيد بن علي #.
  وحكى الذهبي(٥)، وهو من الخصوم بعد أن أثنى عليه [أعني](٦) الزهري ومجّده، وقال: إن ترجمته تحتمل أربعين ورقة أنه قال: نشأت وأنا غلام، فاتصلت بعبد الملك بن مروان، ثم توفي عبد الملك، فلزمت ولده الوليد، ثم
(١) لوامع الأنوار ١/ ١٢٨.
(٢) العبارة في (ب): وكذلك صرّح بجرحه القاسم بن إبراهيم #.
(٣) هو الإمام القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب $، أبو محمد، المعروف بالرسي، أحد علماء الإسلام ونجوم آل البيت الكرام، مولده بالمدينة ونشأ في أحضان الفضيلة عند أكابر علماء أهل بيته حتى فاق أقرانه، فكان فقيهاً، محدثاً، مناظراً، شاعراً، زاهداً، ورعاً، شجاعاً، سخياً، ثائراً في الله، وكان أحد الدعاة إلى بيعة أخيه محمد بن إبراهيم في مصر، وبقي مختفياً بها مدة عشر سنوات، نهض القاسم بأمر الإمامة وسميت بيعته البيعة الجامعة لإجماع وجوه أهل البيت $ عليها سنة ٢٢٠ هـ، اشتهر أمره وطار صيته فطاردته جيوش العباسية في اليمن والحجاز، لم تساعده الإمكانيات على الصمود في وجه العباسيين فاعتزل واشترى جبلاً قرب المدينة يسمى (الرس) وإليه ينسب هو وأولاده، وعاش هناك بقية عمره حتى توفاه الله سنة ٢٤٦ هـ، ودفن هناك. ومن مؤلفاته: (الكامل المنير)، (الأصول الخمسة)، (أصول العدل والتوحيد)، (الإمامة)، (الدليل الصغير)، (تفسير القرآن)، (الرد على الروافض)، (الرد على المجبرة)، (سياسة النفس) وعشرات الكتب غيرها، انظر: (أعلام المؤلفين الزيدية ص ٧٥٩ - ٧٦١).
(٤) هو الإمام المتوكل على الله أحمد بن سليمان بن محمد الحسني اليمني (٥٠٠ - ٥٦٦ هـ)، ينتهي نسبه إلى الإمام الهادي #، أحد عظماء الإسلام والأئمة الزيدية الأعلام، عالم، مجتهد، مجاهد، مجدد، برز في شتى العلوم وقام داعياً إلى الله وإلى الجهاد في سبيل الله سنة ٥٣٢ هـ، ومن مؤلفاته: (أصول الأحكام في الحلال والحرام) و (حقائق المعرفة) و (منهاج المتقين) وغيرها، عنه وعن مؤلفاته انظر: (أعلام المؤلفين الزيدية ص ١١٤).
(٥) هو محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي، شمس الدين أبو عبد الله: مؤرخ، تركماني الأصل من أهل ميافارقين، مولده ووفاته في دمشق، توفي سنة ٧٤٨ هـ. (الأعلام ٥/ ٣٢٦).
(٦) ما بين المعكوفين: سقط من (أ).