[اعتماد أكثر المحدثين في رواياتهم على أشياع الأموية والعباسية]
  سليمان، ثم عمر بن عبدالعزيز، ثم يزيد فاستقضاني على قضاته، ثم لزمت هشام بن عبد الملك(١) فصيّرني هشام مع أولاده أعلّمهم، وقضى عني سبعة آلاف دينار كانت عليَّ، وحكوا عنه: أنه(٢) كان يتزيا بزي جندهم، وقال(٣) فيه بعضهم: كان الزهري جندياً جليلاً.
  وحكى الذهبي في ترجمة خارجة بن مصعب قال: قدمت على الزهري، وهو صاحب شرطة بني أمية فرأيته يركب وفي يده حربة، وبين يديه الناس بأيديهم الكابركوبات(٤)، فقلت: قبّح الله ذا من عالم فلم أسمع منه(٥).
  وفي علوم الحديث للحاكم(٦) أنه قيل ليحيى بن معين(٧): الأعمش(٨) خير أم الزهري؟ فقال: برئت(٩) منه إن كان مثل الزهري، إنه كان يعمل
(١) انظر كتاب الزهري أحاديثه وسيرته، وكتاب لوامع الأنوار ١/ ١٢٨.
(٢) سقط من (ب)، أنه.
(٣) في (ب): وذكر.
(٤) في النسخ: الكافر كوبات، وهو تحريف والصواب كما أثبته من كتاب (الزهري أحاديثه وسيرته ص ٩٤) للسيد العلامة المجتهد بدر الدين بن أمير الدين الحوثي حفظه الله تعالى، وقال في تفسير ذلك ما لفظه: لعله مولّد من الكبار، والكوبات أي الطبول والبرابط، والبرابط جمع بربط وهو العود كما في القاموس. انتهى.
(٥) انظر المصدر السابق ص ٩٤.
(٦) هو محمد بن عبد الله بن حمدويه بن نعيم الضبي، الطهماني النيسابوري، الشهير بالحاكم، من أكابر حفاظ الحديث والمصنفين فيه، له (المستدرك) و (الإكليل) وغيرهما، توفي سنة ٤٠٥ هـ. (الأعلام ٦/ ٢٢٧).
(٧) هو يحيى بن معين بن عون بن زياد المري بالولاء، البغدادي، أبو زكريا، محدث، مؤرخ، ومن مؤلفاته: (التأريخ والعلل) وغيره. (الأعلام ٨/ ١٧٢).
(٨) هو سليمان بن مهران الأعمش الكاهلي، الأسدي، أبو محمد. المحدث، الحافظ، أحد أعلام الزيدية، ومن مشاهير رجال الحديث وأنصار آل البيت $، ولد في الكوفة وتوفي سنة ١٤٨ هـ. (معجم رجال الاعتبار ص ١٨٢).
(٩) في (أ): تربت.