[حكم خبر الواحد يثمر العلم مع القرينة]
  واستحقارهم إياهم حتى أعزّ الله الإسلام.
  وقال [علي](١) # في خطبته القاصعة(٢): (فإن الله سبحانه يختبر(٣) عباده المستكبرين في أنفسهم بأوليائه المستضعفين في أعينهم، ولقد دخل موسى بن عمران، ومعه أخوه هارون @ على فرعون، وعليهما مدارع الصوف، وبأيديهما العصي، فشرطا له - إن أسلم - بقاء ملكه ودوام عزّه، فقال: ألا تعجبون من هذين! يشرطان لي دوام العز وبقاء الملك، وهما بما ترون من حال الفقر والذل، فهلاّ أُلقي عليهما أساورة(٤) من ذهب! إعظاماً للذهب وجمعه، واحتقاراً للصوف ولبسه)(٥). انتهى.
  وكذلك إنما ضلَّ من ضلَّ من فرق هذه الأمة لعدم الاعتراف بفضل أهل الحق من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله، الذين شهد لهم صرائح الكتاب، والسنة المعلومة، وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: «ما بال أقوام من أمتي إذا ذُكر عندهم آل إبراهيم استبشرت قلوبهم وتهلّلت وجوههم، فإذا ذكر أهل بيتي اشمأزت قلوبهم وكلحت وجوههم، والذي بعثني بالحق نبياً لو أن الرجل منهم لقي الله بعمل سبعين نبياً، ثم لم يلقه بولاية أولي الأمر من أهل بيتي ما قَبِلَ الله ø منه(٦) صرفاً ولا عدلاً».
  وقد قدمت طرفاً من قدحهم في مذهب العترة $.
(١) ما بين المعكوفين: سقط من (أ).
(٢) في (أ، ب): القامعة، وما أثبته من النهج.
(٣) في (ب): يستخبر.
(٤) في (أ، ب): أساور، وما أثبته من النهج.
(٥) نهج البلاغة ٢/ ١٤٤ - ١٤٥. شرح مفتي الديار المصرية الشيخ محمد عبده.
(٦) في (ب): منه ø.