مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن محمد (القسم الأول)،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

[حكم من رد ما علم من الدين ضرورة]

صفحة 73 - الجزء 1

[حكم من رد ما علم من الدين ضرورة]

  وأما من زعم⁣(⁣١) أنه لا عقاب على عصاة هذه الأمة فالدليل على كفره أنه قد أباح كل المحرمات، ورخَّص في جميع الواجبات، وذلك ردٌّ لما علم من الدين ضرورة، وتكذيب بالحق والصدق من نحو قوله تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ ...}⁣[المائدة: ٣] الآية، ونحوها وقوله تعالى⁣(⁣٢): {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلاَ أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ الله وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا}⁣[النساء: ١٢٣]، ونحو ذلك كثير.

[حكم من رد نصوص من الكتاب والسنة]

  فأما⁣(⁣٣) من رد نصوص الكتاب والسنة المعلومة إذا خالفت قواعد مذهبهم.

  فالدليل على كفرهم أنهم تقلدوا بشرائع ليست من الله تعالى، وذلك شرك بالله بدليل قوله تعالى: [{أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّه}⁣[الشورى: ٢١] وقوله تعالى:]⁣(⁣٤) {وَلاَ يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا}⁣[الكهف: ٢٦]، وقوله تعالى: {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إلى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ}⁣[الأنعام: ١٢١]، وقوله تعالى: {وَلاَ تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِين ٣١ من الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ}⁣[الروم: ٣١ - ٣٢]، ومن


(١) في (ب): يزعم.

(٢) في (أ): قوله تعالى بدون الواو.

(٣) في (ب): وأما.

(٤) ما بين المعكوفين: سقط من (أ).