[حكم من رد ما علم من الدين ضرورة]
  كان كذلك فهو من الذين فرَّقوا دينهم؛ لأن دين الله لا يصح(١) التفرق فيه؛ لقوله تعالى: {أن أَقِيمُوا الدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُوا فِيهِ}[الشورى: ١٣]، وقوله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ الله جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا}[آل عمران: ١٠٣] وقوله تعالى: {وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا}[آل عمران: ١٠٥]، وقد بلغنا [في ذلك](٢) عن رسول الله ÷ أنه سئل عن قوله تعالى: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ}[التوبة: ٣١] الآية، فقال صلى الله عليه وآله: «أما إنهم لم يكونوا يعبدونهم، ولكنهم أحلُّوا لهم ما حرم الله، وحرّموا عليهم ما أحلَّ الله»(٣)، ومن ذلك اعتقاد كون اللهو واللعب ديناً؛ لأن الله لم يشرعه، ولقوله تعالى: {قَالُوا إِنَّ الله حَرَّمَهُمَا على الْكَافِرِينَ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا}[الأعراف: ٥٠ - ٥١] الآية، ولقوله تعالى: {وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ الله وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لاَ يُؤْخَذْ مِنْهَا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ}[الأنعام: ٧٠].
  ومن ذلك الفدو، ونسايك رجب، والسلوك في طريق دون أخرى، والمسير في يوم دون آخر، وكسر البيض، ونثر الحب مقلواً، وتفريق شيء من الطعام واللبن والسمن، والذبح للأشجار والأحجار، إذا كان خوفاً من الجن أو الأيام أو النجوم أو غيرها، أو رجاء لها في حصول ولد، أو عافية مريض، أو السلامة في الطريق، أو الظفر بمطلوب ما(٤)؛ لأن الله سبحانه لم
(١) في (أ): لا يصح فيه التفرق فيه.
(٢) ما بين المعكوفين: سقط من (أ).
(٣) الحديث في سنن الترمذي برقم (٣٠٩٥)، وفي تفسير القرطبي (٨/ ١٢٠)، وفي تفسير الطبري (١٠/ ٨٠)، وفي الدر المنثور للسيوطي (٣/ ٢٣١) وفي غيرها، انظر: (موسوعة أطراف الحديث النبوي ٢/ ٣٠٠).
(٤) سقط من (أ)، ما.