مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن محمد (القسم الأول)،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

[وجوب تعريف الناس بالحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر]

صفحة 88 - الجزء 1

  وقوله صلى الله عليه وآله: «لتأمرن بالمعروف، ولتنهنّ عن المنكر، أو لتكونن أشقياء زراعين»⁣(⁣١) إلى غير ذلك مما يكثر، ويطول حتى تواتر معنى وأفاد العلم الذي لا يدفع بشك ولا شبهة.

  وقوله تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ}⁣[الأنفال: ٣٩] [وقوله تعالى: {قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً}⁣[التوبة: ١٢٣] وقوله: {فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا على الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي ...}⁣[الحجرات: ٩]]⁣(⁣٢) الآية، ونحو ذلك في كتاب الله كثير.

  والخطاب عام لكل مكلف بعد تكليفه إلى انقطاع التكليف، لقوله تعالى: {لأُنذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ}⁣[الأنعام: ١٩]، ولأن المعلوم من الدين ضرورة وجوب العمل بما في كتاب الله إلى انقطاع التكليف إلا ما علم نسخه كالاعتداد بالحول.

  وقوله ÷: «الجهاد ماضٍ إلى يوم القيامة، لا يردُّه جور جائر، ولا عدل عادل»⁣(⁣٣).

  فأما ما تعلقوا به من قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ ...}⁣[المائدة: ١٠٥] الآية، فقد اختلف في معناها، فقال عبد الله بن الحسين⁣(⁣٤) صنو الهادي # ما معناه: (إن المسلمين كانوا يدعون الذين


(١) رواه الإمام عبد الله بن الحسين بن القاسم في المصدر السابق ص ١٤٨، وانظر تخريجه هناك.

(٢) ما بين المعكوفين: سقط من (ب).

(٣) رواه الإمام عبد الله بن الحسين بن القاسم في كتاب الناسخ والمنسوخ ص ١١٢، وانظر تخريجه فيه، والحديث في نصب الراية للزيلعي (٣: ٣٧٧)، وفي مجمع الزوائد للهيثمي (١: ١٠٦)، انظر: (موسوعة أطراف الحديث النبوي ٤/ ٥١٥).

(٤) هو عبد الله بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم الرسي المعروف بصاحب الزعفرانة، عالم، مجتهد، مفسر، إمام في العلوم، قدم اليمن مع أخيه الإمام الهادي إلى الحق وكان من أعلم أهل زمانه، أخباره كثيرة، توفي بعد سنة ٣٠٠ هـ. (أعلام المؤلفين الزيدية ص ٥٧٧).