مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن محمد (القسم الأول)،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

[وجوب تعريف الناس بالحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر]

صفحة 87 - الجزء 1

  واحتجوا بقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ}⁣[المائدة: ١٠٥]، وأسقطوا⁣(⁣١) بذلك التكليف بالأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والجهاد ورخَّصوا في المداهنة [فكان ذلك عضداً وعوناً عظيماً لحزب الشيطان لعنهم الله جميعاً]⁣(⁣٢) فضلُّوا وأضلُّوا، ولنا عليهم ما تقدم، وقوله تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إلى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ...}⁣[آل عمران: ١٠٤] الآية.

  وقوله صلى الله عليه وآله: «لتأمُرُنَّ بالمعروف ولتنهنّ عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم فيسومونكم⁣(⁣٣) سوء العذاب، ثم يدعوا خياركم فلا يستجاب لهم، حتى إذا بلغ الكتاب أجله كان الله تعالى المنتصر لنفسه، ثم يقول: ما منعكم إذ رأيتموني أعصى⁣(⁣٤) ألا تغضبوا لي»! رواه الهادي # في (الأحكام)⁣(⁣٥) وهو في (الشفاء).

  وقوله صلى الله عليه وآله: «لا يحل لعين ترى الله يعصى فتطرف حتى تغير أو تنتقل»⁣(⁣٦) [وقوله صلى الله عليه وآله: «ما آمن بالله من رأى الله يعصى فيطرف حتى يغيره»]⁣(⁣٧).


(١) في (ب): فأسقطوا.

(٢) ما بين المعكوفين: سقط من (أ).

(٣) في (ب): فليسومنّكم.

(٤) في (أ، ب): أغضب، وما أثبته من درر الأحاديث النبوية ص ٩٣، ومن الأحكام.

(٥) الأحكام ٢/ ٥٠٣.

(٦) في (أ): حتى تغيره، رواه الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين # في الأحكام ٢/ ٥٤٠، ورواه العلامة أحمد بن يوسف زبارة في أنوار التمام ٥/ ٤٢٢، وعزاه إلى الشفاء للأمير الحسين بن بدر الدين، وأورد فيه شواهد أخرى انظرها فيه، والحديث أخرجه في درر الأحاديث النبوية ص ٤٨ بلفظ: «لا يحل لعين ترى الله يعصى فتطرف حتى تغير أو تنصرف».

(٧) سقط من (أ): ما بين المعكوفين، والحديث رواه الإمام عبد الله بن الحسين بن القاسم # في كتاب الناسخ والمنسوخ ص ١٤٧ - ١٤٨.