[وجوب تعريف الناس بالحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر]
  واحتجوا بقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ}[المائدة: ١٠٥]، وأسقطوا(١) بذلك التكليف بالأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والجهاد ورخَّصوا في المداهنة [فكان ذلك عضداً وعوناً عظيماً لحزب الشيطان لعنهم الله جميعاً](٢) فضلُّوا وأضلُّوا، ولنا عليهم ما تقدم، وقوله تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إلى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ...}[آل عمران: ١٠٤] الآية.
  وقوله صلى الله عليه وآله: «لتأمُرُنَّ بالمعروف ولتنهنّ عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم فيسومونكم(٣) سوء العذاب، ثم يدعوا خياركم فلا يستجاب لهم، حتى إذا بلغ الكتاب أجله كان الله تعالى المنتصر لنفسه، ثم يقول: ما منعكم إذ رأيتموني أعصى(٤) ألا تغضبوا لي»! رواه الهادي # في (الأحكام)(٥) وهو في (الشفاء).
  وقوله صلى الله عليه وآله: «لا يحل لعين ترى الله يعصى فتطرف حتى تغير أو تنتقل»(٦) [وقوله صلى الله عليه وآله: «ما آمن بالله من رأى الله يعصى فيطرف حتى يغيره»](٧).
(١) في (ب): فأسقطوا.
(٢) ما بين المعكوفين: سقط من (أ).
(٣) في (ب): فليسومنّكم.
(٤) في (أ، ب): أغضب، وما أثبته من درر الأحاديث النبوية ص ٩٣، ومن الأحكام.
(٥) الأحكام ٢/ ٥٠٣.
(٦) في (أ): حتى تغيره، رواه الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين # في الأحكام ٢/ ٥٤٠، ورواه العلامة أحمد بن يوسف زبارة في أنوار التمام ٥/ ٤٢٢، وعزاه إلى الشفاء للأمير الحسين بن بدر الدين، وأورد فيه شواهد أخرى انظرها فيه، والحديث أخرجه في درر الأحاديث النبوية ص ٤٨ بلفظ: «لا يحل لعين ترى الله يعصى فتطرف حتى تغير أو تنصرف».
(٧) سقط من (أ): ما بين المعكوفين، والحديث رواه الإمام عبد الله بن الحسين بن القاسم # في كتاب الناسخ والمنسوخ ص ١٤٧ - ١٤٨.