[نتائج السكوت عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر]
  يردون علينا في زماننا بذلك، ومدفوع أيضاً بأدلة وجوب تبيين الحق على ما تقدَّم مفصلاً، وأدلة وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ لأنها لم تفصّل، وبقوله تعالى: قالوا {لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا الله مُهْلِكُهُمْ ...} الآية إلى قوله تعالى: {قَالُوا مَعْذِرَةً إلى رَبِّكُمْ}[الأعراف: ١٦٤]، وهم من ذريات الأنبياء وإخوانهم، وقد قال تعالى: {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى الله فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ}[الأنعام: ٩٠]، وقوله صلى الله عليه وآله: «مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر ولو حبواً»(١).
  وقول علي #: (لا يفسد الجهاد والحج جور جائر، كما لا يفسد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر غلبة أهل الفساد)(٢) فكيف يكون مع عدم ظن التأثير عبثاً؟!
  وأعظم من ذلك أن بعض من هو قدوة في زماننا هذا قد صار جسراً يعبر عليه الباطنية الصوفية، ويتوصل به(٣) إلى طمس دين الإسلام، وذلك أنه اتخذ حبالهم(٤) التي يصيدون بها الجهلة(٥) الأغمار من الاجتماع على الموالد والتهاليل على الصفة التي تصنعها الباطنية ديناً، فقوى بذلك مكايدهم، وفتّت بذلك(٦) أعضاد الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، فضلّ وأضلّ
(١) رواه الإمام عبد الله بن الحسين بن القاسم في الناسخ والمنسوخ ص ١٤٨، والحديث في السنن الكبرى للبيهقي (٤٠٠٤)، وفي الترغيب والترهيب للمنذري (٣: ٢٣٣)، وفي الدر المنثور للسيوطي (٢: ٣٠١) وفي غيرها، انظر: (موسوعة أطراف الحديث النبوي ٩/ ٤٠٤).
(٢) أخرجه الإمام زيد بن علي @ في المجموع الحديثي والفقهي ص ٢٣٨ برقم (٥٤٠)، وقوله هنا: «الفساد» فيه: «الفسق»، وبلفظ المجموع أورده في أنوار التمام ٥/ ٤٤٧ وعزاه إلى أصول الأحكام للإمام أحمد بن سليمان #.
(٣) به: سقط من (أ).
(٤) في (ب): حبائلهم.
(٥) في (أ): الجهالة.
(٦) في (ب): به.