شرح نكت العبادات،

جعفر بن أحمد بن عبد السلام (المتوفى: 573 هـ)

باب فرائض الصلاة

صفحة 41 - الجزء 1

  وقد قال ÷: «صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي»⁣(⁣١)، فأمر بمتابعته؛ والأمرُ يقتضي الوجوبَ.

  مسألة: (والخامس: القيام في حال القراءة وبعد كل ركوع). والدليل على وجوبه في حال القراءة ما روي عن النبي ÷ أنه قال: «صَلِّ قَائِماً، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِداً، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ»⁣(⁣٢)، ولأن الإجماعَ منعقدٌ على وجوبه. والدليل على وجوبه بعد كل ركوع قوله ÷ لمن علَّمه الصلاة: «ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعاً، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَعْتَدِلَ قائماً، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِداً»⁣(⁣٣)؛ فأَمَرَهُ بالقيام؛ والأَمْرُ يقتضي الوجوب.

  مسألة: (والسادس: الركوع). والدليل على وجوبه قوله تعالى: {ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا}⁣[الحج: ٧٧]، ولا خلاف أنه لا يجب الركوع في غير الصلاة؛ فكان مقتضياً لوجوبه فيها؛ ولقوله ÷ لمن علمه الصلاة: «ثم ارْكَعْ حَتَّى تطمئنَّ راكعاً»، ولأنه مما قد انعقد الإجماع على وجوبه.

  مسألة: (والسابع: السجود). والدليل على وجوبه ما في الآية من قوله تعالى: {ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا}، وما في الخبر من قوله ÷: «ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِداً». وهذا الخبر كما يدل على وجوب الركوع والسجود فإنه يدل أيضاً على وجوب الطمأنينة فيهما؛ ولأنه مما قد انعقد الإجماع على وجوبه.


(١) شرح التجريد ١/ ١٤٨، والشفاء ١/ ٢٧٤، والبيهقي ٤/ ٣٤٥، والدار قطن ١/ ٢٧٣، وابن حبان رقم ١٦٥٨.

(٢) المسند ص ١٤٢، والأمالي ١/ ٣٤٤، وشرح التجريد ١/ ١٧٠، وأصول الأحكام، والشفاء ١/ ٣٢١، والاعتصام ٢/ ١٥، والبخاري رقم ١٠٦٦، والترمذي رقم ٣٧٢، وابن ماجة رقم ١٢٢٣، وأبو داود رقم ٩٥٢.

(٣) شرح التجريد ١/ ١٥٧، والشفاء ١/ ٢٨٧، والاعتصام ١/ ٣٨٢، وأصول الأحكام، والبخاري رقم ٧٢٤، و مسلم رقم ٣٩٧.