باب صلاة العيدين
باب صلاة العيدين
  مسألة: (وصلاةُ العيدين ركعتان يبتدئُ بالقراءة(١) في كل ركعة بفاتحة الكتاب وسورةٍ معها، ويكبِّرُ بعد الفراغ من القراءة في الركعة الأولى سبعَ تكبيرات يفصل بين كل تكبيرتين بأن يقولَ: اللهُ أكبرُ كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرة وأصيلاً، ويركع بالثامنة، ويُكبِّر بعد الفراغ من القراءة من الثانية خمس تكبيرات، يفصل بينهما بما ذكرناه ويركع بالسادسة). وإنما قلنا: إنهما ركعتان؛ لما ورد في الأخبار أن النبي ÷ كان يصلي في العيدين ركعتين(٢). وقلنا: يقدم القراءة في الركعتين على التكبيرات؛ لما روي عن أمير المؤمنين # أنه كان يقدم القراءةَ فيهما على التكبير(٣)، ومثل هذا الترتيب يجب أن يكون مأخوذاًعن النبي ÷؛ إذ لا طريق إليه من جهة الاجتهاد. وقلنا: إنه يُكبِّرُ في الأولى سبعاً وفي الثانية خمساً؛ لما روي عن النبي ÷ أنه كَبَّر في الأولى سبعاً وفي الثانية خمساً سوى تكبيرة الصلاة(٤). وأما الفصل بين كل تكبيرتين بما ذكرنا فوجهه ما روي عن أمير المؤمنين # أنه كان يَفْصِلُ بين كل تكبيرتين بالدعاء(٥).
(١) عند الشافعية أنه يبتدئ بالتكبير، وعند الحنفية يوالي بين القراءة في الركعتين فيؤخرها في الأولى ويقدمها في الثانية.
(٢) المسند ص ١٤٥، والشفاء ١/ ٤٢٩، والاعتصام ٢/ ٥٩، والبخاري رقم ٩٢١، ومسلم رقم ٨٨٤.
(٣) شرح التجريد ١/ ٢٢٥، والشفاء ١/ ٤٣١، والمصنف لابن أبي شيبة ١/ ٤٩٥.
(٤) الأمالي ١/ ٤٧٨، وشرح التجريد ١/ ٢٢٤، والشفاء ١/ ٤٣٠، وأصول الأحكام، والاعتصام ٢/ ٦١، والترمذي رقم ٥٥٩، وأبو داود عن وكيع وابن المبارك رقم ١١٥٢، والبيهقي ٢/ ٢٨٥.
(٥) أمالي أبي طالب ص ٢٢٩، وشرح التجريد ٢/ ٢٢٦، والاعتصام ٢/ ٦٧، والشفاء ١/ ٤٣٠.