شرح نكت العبادات،

جعفر بن أحمد بن عبد السلام (المتوفى: 573 هـ)

باب صلاة الكسوف

صفحة 83 - الجزء 1

  والوجه في ذلك ما روي عن النبي ÷ أنه استسقى يوم الجمعة وهو يخطب للجمعة⁣(⁣١)؛ وصلاة الجمعة في حكم أربع ركعات؛ لأن الخطبتين بمنزلة ركعتين؛ فكان ذلك أصلاً لكون صلاةِ الاستسقاء أربعَ ركعات. وأما الدعاء والاستغفار والخروج إلى ساحة البلد فلما روي أن النبي ÷ كان يفعلُ ذلك⁣(⁣٢)، وقد قال الله سبحانه وتعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا ١٠ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا ١١}⁣[نوح: ١٠ - ١١].

  فصل: وعند السيد المؤيد بالله قدس الله روحه في الجنة، صلاةُ الاستسقاء ركعتان، ووجهه ما روي عن النبي ÷ أنه خرج يستسقي فصلى ركعتين⁣(⁣٣).

  مسألة: ثم يَقْلِبُ الإمامُ رداءَه، وينصرف هو والمسلمون، وذلك لما روي عن النبي ÷ أنه كان إذا استسقى قلب رداءه⁣(⁣٤). ووجهه أنه تفاؤُلٌ، كأنه يقول: حَوِّلْ عنا الجَدْبَ كتحويل هذا الرداء.

باب صلاة الكسوف

  مسألة: (وصلاةُ الكسوف عشر ركعات⁣(⁣٥) في أربع سجدات، والتسليم مرة واحدة في آخرهن)، وهوإجماع أهل البيت $(⁣٦)؛ وذلك لما روي عن


(١) شرح التجريد ١/ ٢٣٢، وأصول الأحكام، والشفاء ١/ ٤٤٤، والطبراني في الكبير ٢٤/ ٣١٢ رقم ٧٨٧ بلفظ: «أنه استسقى يوم الجمعة».

(٢) شرح التجريد ١/ ٢٣١، والشفاء ١/ ٤٤٥، ومصنف ابن أبي شيبة ٢/ ٢٢١.

(٣) شرح التجريد ١/ ٢٣١، وأصول الأحكام، والشفاء ١/ ٤٤٤، والبخاري رقم ٩٧٩، ومسلم رقم ١٢٥٤.

(٤) شرح التجريد ١/ ٢٣٢، والشفاء ١/ ٤٤٧، وأصول الأحكام، والاعتصام ٢/ ٨٨، والبخاري رقم ٩٧٩، ومسلم رقم ١٢٥٤.

(٥) وعند الشافعية ركعتان في كل ركعة ركوعان، وقال أبو حنيفة: ليس فيها زيادة ركوع ولا غيره.

(٦) المسند ص ١٥٢، والأحكام ١/ ١٣٧، الأزهار ١/ ٣٨٧، والبحر الزخار ٣/ ٧٢، والشفاء ١/ ٤٤٢، وأصول الأحكام.