البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب ذكر الجمع

صفحة 81 - الجزء 1

  وجاز أن يقع كلُّ واحد منها موقع الآخر؛ لأنَّ الضم⁣(⁣١) حاصل فيهما.

  والأصل في الجموع جمع التكسير؛ لأنَّه يصلح لكلِّ شيءٍ من أُولي العلم وغيرهم، تقولُ: هذه دار، ودور، وقصر وقصور، ورجُلٌ ورجال /، وزيد وزيود وأزياد، وأشباه ذلك كثير. والمذكر والمؤنث فيه على حال سواء، نحو: هند وهنود وأهناد. وقد يكون للاسم الواحد جمعان وثلاثة على حسب. ما تكلمت به العرب.

  وجمع التكسير لك فيه ثلاث علامات:

  أحدها: أن الإعراب يجري على آخره كجريه⁣(⁣٢) على الاسم المفرد، تقول: هذه دور وقصور، ورأيتُ دوراً وقصوراً، ومررتُ بدور وقصور، كما تقول: هذا زيد، ورأيتُ زيداً، ومررت بزيد.

  الثاني: أن حرف إعرابه آخر حرف فيه كالمفرد.

  الثالث: أنَّه يصلح لمن يعقل ولمن لا يعقل، وليس كذلك جمع التصحيح؛ لأنَّه يختص بالعقلاء؛ ولأنَّ إعرابه بالحروف؛ ولأنَّ حرف إعرابه ما قبل النون. فافهم ذلك.

  وإِنَّما سُمِّي تكسيراً⁣(⁣٣)؛ لأنَّ واحده يُكَسَّرُ، فيُغَيَّرُ عما كان عليه الواحد⁣(⁣٤)، فيشبه بتكسير الأواني، ألا ترى أنَّ قولنا: (دار) جمعها (دور) فالألف التي كانت في المفرد ذهبت، وجاء مكانها واو. وعلى هذا جميعه، فقس عليه⁣(⁣٥) إن شاء الله.


(١) في الأصل: (الضمة)، وهو سهو، والتصويب من (ع).

(٢) في (ع): (كما يجري).

(٣) في (ع): (سمي جمع تكسير).

(٤) في (ع): (الواحد عما كان عليه).

(٥) (عليه): ساقط من (ع).