باب ذكر الجمع
  وجاز أن يقع كلُّ واحد منها موقع الآخر؛ لأنَّ الضم(١) حاصل فيهما.
  والأصل في الجموع جمع التكسير؛ لأنَّه يصلح لكلِّ شيءٍ من أُولي العلم وغيرهم، تقولُ: هذه دار، ودور، وقصر وقصور، ورجُلٌ ورجال /، وزيد وزيود وأزياد، وأشباه ذلك كثير. والمذكر والمؤنث فيه على حال سواء، نحو: هند وهنود وأهناد. وقد يكون للاسم الواحد جمعان وثلاثة على حسب. ما تكلمت به العرب.
  وجمع التكسير لك فيه ثلاث علامات:
  أحدها: أن الإعراب يجري على آخره كجريه(٢) على الاسم المفرد، تقول: هذه دور وقصور، ورأيتُ دوراً وقصوراً، ومررتُ بدور وقصور، كما تقول: هذا زيد، ورأيتُ زيداً، ومررت بزيد.
  الثاني: أن حرف إعرابه آخر حرف فيه كالمفرد.
  الثالث: أنَّه يصلح لمن يعقل ولمن لا يعقل، وليس كذلك جمع التصحيح؛ لأنَّه يختص بالعقلاء؛ ولأنَّ إعرابه بالحروف؛ ولأنَّ حرف إعرابه ما قبل النون. فافهم ذلك.
  وإِنَّما سُمِّي تكسيراً(٣)؛ لأنَّ واحده يُكَسَّرُ، فيُغَيَّرُ عما كان عليه الواحد(٤)، فيشبه بتكسير الأواني، ألا ترى أنَّ قولنا: (دار) جمعها (دور) فالألف التي كانت في المفرد ذهبت، وجاء مكانها واو. وعلى هذا جميعه، فقس عليه(٥) إن شاء الله.
(١) في الأصل: (الضمة)، وهو سهو، والتصويب من (ع).
(٢) في (ع): (كما يجري).
(٣) في (ع): (سمي جمع تكسير).
(٤) في (ع): (الواحد عما كان عليه).
(٥) (عليه): ساقط من (ع).