باب الأفعال
باب الأفعال
  قال: «وهي ثلاثة أضرب(١)، تنقسم بانقسام(٢) الزمان: ماض وحاضر ومستقبل. فالماضي: ما قُرِنَ به الماضي من الأزمنة، نحو قولك: قام أمس، وقعد أول من أمس.
  والحاضر: ما قرن به الحاضر من الأزمنة، نحو قولك: هو يقرأ الآن، وهو يصلي الساعة، وهذا اللفظ يصلح أيضًا للمُستقبل إلا أنَّ الحال أولى به من الاستقبال، تقول: هو يقرأ غداً، ويصلي بعد غد، فإن أردت إخلاصه للاستقبال أدخلت في أوله (السين) أو (سَوْفَ)، فقلت سيقرأ غدًا، وسوف يصلي غداً.
  والمستقبل: ما قُرنَ به المستقبل من الأزمنة، نحو قولك: سينطلق غداً، وسوف يقوم غدًا. وكذلك جميع أفعال الأمر والنهي، تقول: ثُم غدا، ولا تقعد غدا».
  اعلم أنَّ المصدر لما كان يدلُّ على معنى وزمان غير معين، ولم يمكنهم الإخبار به عن الأزمنة اشتقوا منه الأفعال، ووضعوا من ألفاظ الأفعال أمثلة تدلُّ على الأزمنة الثَّلاثة؛ ليُخبروا عن سائر الأزمنة بالأفعال. فالماضي له مثال واحد ينفرد به، لا يشاركه فيه غيره، وهو كلُّ ما قُرنَ به (أمس)، نحو: (قام) و (قعد) و (خرج) و (مكث) وما أشبه ذلك. فالماضي(٣) هو الذي أتى عليه زمانان:
(١) (ثلاثة أضرب): ساقط من (ع).
(٢) في (مل): (بأقسام).
(٣) في (ع): (والماضي) بالواو.