باب الاستفهام
باب الاستفهام
  قال: «ويستفهم بأسماء غير ظروف، وبظروف، وبحروف. فالأسماء: مَنْ، وما، وأَيِّ، وَكَمْ.
  والظروف: متى، وأَيْنَ، وكَيْفَ، وأَيَّ حين، وأَيَّانَ، وأَنى(١).
  والحروف: الهمزة، وأم، وهل».
  اعلم أن الاستفهام لما كان نوعا من أنواع الكلام ومعنى من معانيه جُعِلَ له حرف(٢) يَخُصُهُ؛ لتكون معانيها فيه. وأصل حروف الاستفهام هو الهمزة، كما كان أصل حروف المجازاة (إنْ) الشَّرْطَيَّةُ وما سواها يعمل بتضمن معناها، فكذلك حروف الاستفهام. فأما (أَمْ، وهَلْ) فقد يكونان لغير الاستفهام.
  [و](٣) اعلم أن الاستفهام إنّما هو طلب المُسْتَفْهِم علم ما لا يعلمه كالاستخبار والاستعلام، فإن كان المُسْتَفْهِم عالما(٤) بما يَسْتَفْهِم عنه لم يكن ذلك استفهاما، ولكن يكون تقريراً وَتَوْبيخًا؛ لأنّ القديم سبحانه وتعالى في كلامه حروف الاستفهام وهو يتعالى عن ذلك، وإنّما يُقَرِّرُ أَوْ يُوبِّخُ، فقوله تعالى: {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى ١٧}(٥) تقرير له؛ لئلا يَنْفِرَ إِذا انْقَلَبَتْ حَيَّةٌ، وقوله تعالى: {كَيْفَ
(١) (أني): ساقطة من (ع).
(٢) في الأصل: (جعلت له حروف)، وهو تحريف، والتصويب من (ع).
(٣) تكملة من (ع).
(٤) في الأصل: (علما)، وهو تحريف، والتصويب من (ع).
(٥) طه: (١٧).