البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب الاستفهام

صفحة 666 - الجزء 1

باب الاستفهام

  قال: «ويستفهم بأسماء غير ظروف، وبظروف، وبحروف. فالأسماء: مَنْ، وما، وأَيِّ، وَكَمْ.

  والظروف: متى، وأَيْنَ، وكَيْفَ، وأَيَّ حين، وأَيَّانَ، وأَنى⁣(⁣١).

  والحروف: الهمزة، وأم، وهل».

  اعلم أن الاستفهام لما كان نوعا من أنواع الكلام ومعنى من معانيه جُعِلَ له حرف⁣(⁣٢) يَخُصُهُ؛ لتكون معانيها فيه. وأصل حروف الاستفهام هو الهمزة، كما كان أصل حروف المجازاة (إنْ) الشَّرْطَيَّةُ وما سواها يعمل بتضمن معناها، فكذلك حروف الاستفهام. فأما (أَمْ، وهَلْ) فقد يكونان لغير الاستفهام.

  [و]⁣(⁣٣) اعلم أن الاستفهام إنّما هو طلب المُسْتَفْهِم علم ما لا يعلمه كالاستخبار والاستعلام، فإن كان المُسْتَفْهِم عالما⁣(⁣٤) بما يَسْتَفْهِم عنه لم يكن ذلك استفهاما، ولكن يكون تقريراً وَتَوْبيخًا؛ لأنّ القديم سبحانه وتعالى في كلامه حروف الاستفهام وهو يتعالى عن ذلك، وإنّما يُقَرِّرُ أَوْ يُوبِّخُ، فقوله تعالى: {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى ١٧}⁣(⁣٥) تقرير له؛ لئلا يَنْفِرَ إِذا انْقَلَبَتْ حَيَّةٌ، وقوله تعالى: {كَيْفَ


(١) (أني): ساقطة من (ع).

(٢) في الأصل: (جعلت له حروف)، وهو تحريف، والتصويب من (ع).

(٣) تكملة من (ع).

(٤) في الأصل: (علما)، وهو تحريف، والتصويب من (ع).

(٥) طه: (١٧).