باب مذ ومنذ
باب مذْ ومُنْذُ
  قال(١): «اعلم أنَّ كلَّ واحدة منهما تَصْلُحُ أنْ تكون اسما رافِعًا، وأَنْ تكون حرفًا جارا، والأغلب على (مُذ) أن تكونَ اسْما رافعًا، والأغلب على (مُنْذُ) أن تكون حرفًا جاراً. فإذا كان معنى الكلام: بيني وبينه كذا وكذا، فارفع بهما، تقول: ما رَأَيْتُهُ مُذ(٢) يَوْمان، وما زارَنَا مُنْذُ(٣) ليلتان، فترفَعُ؛ لأن معنى الكلام بيني وبينه الرؤية(٤) يومان، وبيني وبينه الزيارة(٥) ليلتان. وتقولُ: أَنْتَ عِنْدَنَا مُنْذُ اليوم، وما فارَقْتَنا مُذ(٦) اللَّيْلَةِ، فَتَجُرُّ؛ لأَنَّ معناه في اليوم والليلة(٧)».
  اعلم أنَّ (مُذّ) و (مُنْذُ) اسمان من أسماء الزَّمان، ولا يَدْخُلان إلا على الزمان لفظا وتقديراً. وقد يكونان حرفَي جَرِّ؛ لأنَّ العَرَبَ اسْتَعْمَلَتْهُما على ذلك. والأغلب على (مل) أن يكون اسما؛ لأنَّهُ مَحذوف منه النون، والدليل على ذلك أنك لو سميت به رجلاً ثم صغَرْتَهُ لقُلْتَ (مُنَيْدٌ). والأغْلَبُ على (مُنْذُ) أن يكون حَرفًا.
(١) (قال) ساقطة من (ع).
(٢) في (مل): (منذ).
(٣) في (مل) و (ع): (مذ).
(٤) في (مل): (بيني وبين الرؤية ....)، و (الرؤية) ساقطة من (ع).
(٥) في (مل): (بين وبين الزيارة ...)، و (الزيارة) ساقطة من (ع).
(٦) في (ع): (منذ).
(٧) في مل: (لأن المعنى في اليوم وفي الليلة).