باب المفعول فيه
باب المفعول فيه
  قال: «والمفعول فيه هو الظُّرْفُ(١). اعلم أنَّ الظُّرْفَ كل اسم من أسماء الزمان أو المكان(٢) يُرادُ فيه معنى (في)، وليست «في»(٣) في لفظه، كقولك(٤): قُمْتُ اليوم، وجَلَسْتُ مكانك؛ لأنَّ معناه: قُمْتُ في اليوم، وجلست في مكانك. فإنْ ظَهَرَتْ (في) في(٥) اللفظ كان ما بعدها اسما صريحا، وصارَ التَّضَمُّنُ لِـ (في)(٦)، تقولُ: سِرْتُ في يَوْمِ الْجُمُعَةِ، وجَلَسْتُ في الكوفة. والطَّرْفُ على ضربين: ظرف زمان، وظرف مكان».
  اعلم أنَّ المفعول فيه هو الظُّرْفُ، ولا بد أن يكونَ العامِلُ فِيهِ إِمَا فِعلاً مُظهرًا أو مُضمَراً مقدراً. وجميع الأفعال المتعدية، وغير المتعدية تتعدى إلى جميع ظروف الزَّمانِ مُبْهَمِها ومُوْقَتِها، كما تتعدى الأفعالُ إلى جميع ضروب المصادر؛ لأنها بصيغتها تدلُّ على الأزمنة، كما أنَّ نضدَها يدلُّ على الأحداث.
  وإنما سميت الظروف ظروفًا؛ لأنها اشتملت على الأشياء وحلت الأشياء
(١) في (مل): (باب المفعول فيه وهو الظرف. اعلم ...).
(٢) في الأصل: (والمكان)، وما أثبته من (ع) و (مل).
(٣) (في): ليست في (ع) و (مل).
(٤) في (ع): (كقوله).
(٥) في الأصل و (ع): (إلى اللفظ)، وهو خطأ، والتصويب من (مل).
(٦) العبارة غير مستقيمة، ولعله يريد تضمن معنى الظرفية.