باب التمييز
باب التمييز(١)
  قال: ومعنى التمييز: تخليص الأجناس بعضها من بعض. ولفظ التمييز: اسم نكرة يأتي بعد الكلام التام، يُراد به تبيينُ الجِنْسِ. وأَكْثَرُ ما يأتي بعد الأعداد والمقادير. فالأعداد من أحد عشر إلى تسعة وتسعين، نحو قولك: أَحَدَ عَشَرَ رَجُلاً، واثنا عشر غلامًا، وثلاثون جاريةً، وخمسون درْهَما. وأما المقادير فعلى ثلاثةِ أَضْرُب: مَمْسوح، ومَكيلٌ، ومَوزون، فالممسوح نحو قولك: ما في السّماءِ قَدْرُ راحَةُ سحابًا، وما في القوب مَصَرُ درهم نسيجاً. والمكيل نحو قولك: عندي قفيزان بُرا، وجريبان شعيراً، ومكوكان دقيقا(٢). والموزون نحو قولك: عندي مَنَوان سَمْنًا، واشْتَريتُ رَطَلَيْنِ زَيْبًا».
  اعلم أنَّ التمييز والتفسير والتبيين بمعنى واحد، ولفظ المميز(٣) لا يكون إلا نكرة. وهو يُشبه الحال من وجه، وذلك أنَّ الحال لا يكون إلا لإرادتك إحدى هيئات ذي الحال، كما أنَّ التَّمييز يكون لما يحتمل وجوها فتُبَيِّنَهُ بأحدها.
(١) في الأصل: (المميز)، وما أثبته من (ع).
(٢) في اللسان: «القفيز: ... وهو ثمانية مكاكيك عند أهل العراق ... وقيل: هو مكيال تتواضع الناس عليه» / اللسان: قفز / في اللسان: «الجريب من الطعام والأرض: مقدار معلوم» / اللسان: جرب / في اللسان: «والمكوك: مكيال معروف لأهل العراق ... وهو صاع ونصف» / اللسان: مكك /.
(٣) في (ع) (التمييز).