باب الحكاية
باب الحكاية
  قال: «إذا استفهمت بـ (مَنْ) عن الأعلام والكنى فإِن شئت رفعت على الظاهر وإن شئت حكيت الإعراب، إذا قال: رأيتُ زيداً، قلت: مَنْ زَيَّدًا؟ وإِن شئت قلت: مَنْ زَيَّد؟ وإذا قال: مَرَرْتُ بزيد، قلت: مَنْ زَيد؟ وإِن شئت قلت: مَنْ زَيَّدٌ؟ وإذا قال: لَقيتُ أَبا مُحَمَّدِ، قلت: مَنْ أَبُو مُحَمَّدٍ؟ وإِن شئتَ قلت: مَنْ أَبَا مُحَمَّد؟ ولو قال: رَأَيْتُ أَخَاكَ، أَوْ كَلَّمْتُ غُلامَكَ، أَوْ نحو(١) ذلك [لرَفَعْتَ فَقَلْت: من أَخوكَ؟ وَمَنْ غُلامُكَ، لأَنَّ أَخَاكَ وَغُلامَكَ] ليسا علمين(٢) ولا كنيتين، فإن عطفت فقلت: ومن زيد؟ أَو فَمَنْ زَيدٌ؟ رفعت مع العطف ألبتة».
  اعلم أن مسائل هذا الباب إنّما تتفرع على مذاهب أهل الحجاز دون غيرهم؛ لأن بني تميم لا يحكون ويرفعون على الأصل. وإنما قصد أهل الحجاز بالحكاية؛ لئلا يتوهم المسؤول أنّه سُئِلَ عن غير الذي ذكره في كلامه، فحرصوا بحكاية لفظه على التبيين له أنّه مسؤول عن الذي ذكره دون غيره، وخصوا ذلك بالأعلام والكني؛ لأن أكثر ما يُخْبَرُ عن النّاس بالأسماء الأعلام والكنى في مكاتباتهم [ومعاملاتهم](٣) وفيما(٤) يُنْسَبُ إليهم من مناقب أو مثالب(٥)، إِذْ
(١) في (ع): (ونحو).
(٢) في (مل): (بعلمين).
(٣) تكملة من (ع).
(٤) في الأصل: (وفيها)، وهو تحريف، والتصويب من (ع).
(٥) في (ع): (ومثالب).