البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب النونين

صفحة 610 - الجزء 1

باب النونين

  قال: «وهما خفيفة وثقيلة، والثّقيلة⁣(⁣١) أشد توكيداً من الخفيفة، والفعل⁣(⁣٢) قبلهما مبني على الفتح معهما. وأكثر ما تدخلان فيه القسم، تقول: والله لأقومَنَّ، وتَاللهِ⁣(⁣٣) لأَذْهَبَنَّ، قال الله تعالى: {لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ ١٥}⁣(⁣٤) وقال تعالى: {لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا ٤٦}⁣(⁣٥)».

  اعلم أن النونين تلحقان الأفعال المُستقبلة للتوكيد. والثقيلة أشد توكيداً؛ لأنّها تُعد حرفين، وهي أكثر في كلام العرب من الخفيفة، ولها مواضع:

  فمن مواضعها أن تَلْحَق مع اللام الداخلة على الفعل لتلقي القسم، نحو قوله تعالى: {تَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ}⁣(⁣٦). والأكثر أن لا يجوز حذف هذه النون من فعل القسم، وإنّما لزمت النون فعل القسم؛ لئلاً يُعتقد أنّها اللام الواقعة في خبر (إِنَّ) لغير قسم فألزموا اللام التي للقسم النون للفرق بينهما. وقد يجوز إدخال المخففة أيضاً مع لام القسم، والأكثر المشدّدة. وإنّما بُني الفعل قبلهما على الفتح لاجتماع الساكنين في المبني، نحو⁣(⁣٧) (اضْرِب) الباء ساكنة علامة للبناء، وكذلك


(١) في (مل): (فالثقيلة).

(٢) في (مل): (والفعل المستقبل ...).

(٣) في (ع): (بالله ...).

(٤) العلق: (١٥).

(٥) مريم: (٤٦).

(٦) الأنبياء: (٥٧).

(٧) في (ع): (نحو قولنا).