باب الفاعل
باب الفاعل
  قال: «اعلم أنَّ الفاعل(١) كل اسم ذكرته بعد فعل(٢)، وأسندت ونسبت ذلك الفعل إلى ذلك الاسم، وهو مرفوع بفعله، وحقيقة رفعه بإسناد الفعل إليه، والواجب وغير الواجب(٣) في ذلك سواء، تقول في الواجب: قام زيد. وفي غير الواجب: ما قام زيد، وهل يقوم زيد».
  اعلم أن الفاعل عند أهل العربية: هو كل اسم ذكرته بعد فعل، وحدثت بالفعل عنه وبنيته له، وأسندته إليه، فبهذه الصفات. يصير فاعلاً، لا لإحداث شيء في الحقيقة.
  والفاعل عند المتكلمين: هو المحدث للفعل والمخرج له من العدم إلى الوجود، سواء تقدم على فعله أو تأخر عنه(٤).
  والنحويون يقولون: إنَّ الفاعل إذا تقدم على الفعل صار(٥) مبتدأ وخبراً، ولا يسمونه فعلا وفاعلاً. بيان ذلك أن قولنا: مات زيد، فعل وفاعل، والموت لا يحسن وقوعه من (زيد) حتى يقال إِنَّه فاعله، وكذلك قولنا: ما قام زيد، فعل وفاعل، ولم يوجد منه / فعل، ولهذا قال: «الواجب وغير الواجب في ذلك سواء» فالواجب ما
(١) في (مل) زيادة: (عند أهل العربية).
(٢) كان ينبغي أن يقول: «فعل مبني للمعلوم».
(٣) أي الواقع وغير الواقع.
(٤) انظر شرح الأصول الخمسة: ٥٣٥، وكتاب الإرشاد: ١٠٩.
(٥) الضمير المستتر للتركيب، أي صار التركيب مبتدأ وخبرا.