البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب ظرف الزمان

صفحة 206 - الجزء 1

باب ظرف الزمان

  قال: «اعلم أنَّ الزَّمان هو مُرورُ اللَّيْلِ والنَّهارِ، نحو قولك: (اليوم) و (اللَّيْلَةَ) و (السَّاعَةَ) و (الشَّهْرَ) و (السَّنةَ)⁣(⁣١) وجميع أسماء الزمان من المبهم والمختص يجوز أن تكون ظرفًا، تقولُ: صُمْتُ يَوْمًا، وسِرْتُ شَهْراً، وأَقَمْتُ عِندَكَ حَوْلاً⁣(⁣٢) فَإِنْ قُلْتَ: يَوْمُ الْجُمُعَةِ مُبَارَكٌ، رفعتَهُ؛ لأنَّه ليس فيه معنى (في) فقس عليه».

  اعلم أن أسماء الزمان تنتصب على الظرف على أنها مفعول فيه؛ وذلك لأنه محال أن يوجد فعل في غير مكان وزمان، كما أنَّه مُحال أن يوجد فعل من غير فاعل. وقد ينتصب اسم الزَّمانِ على أنَّه مفعول به على سعة الكلام، تقول: أَحْبَبْتُ يَوْمَ الجُمُعَةِ، وكَرِهْتُ يوم الأربعاء، وأشباه ذلك، كما تقولُ: أَحْبَبْتُ زيْداً، وكَرِهْتُ عَمْراً. وإِنَّما خَرَجَ عن الظرفية لزوال تقدير (في) من⁣(⁣٣) الكلام. فإذا قدرت فيه (في) كان ظرفا، وانْتَصَبَ على الظرف، وإِذا لَمْ تُقَدِّرُ (في) كان


(١) في (ع) و (مل) زيادة بعد (... والسنة): «قال الشاعر:

هَلِ الدَّهْرُ إِلا لَيْلَةٌ وَنَهارُها ... وَإِلا طُلوعِ الشَّمْسِ ثُمَّ غيارها»

وكان حق هذه الزيادة والتي بعدها أن تثبتا في النص ويشار إلى زيادتهما في الحاشية، إلا أن ورود هاتين الزيادتين في هامش النسخة (ع) بخط مغاير لخط ناسخها يدل على أنهما زيادة من بعض قراء هذه النسخة الذين عارضوا نص المؤلف فيها بنسخة من نسخ اللمع. والبيت من الطويل، من قصيدة لأبي ذؤيب الهذلي. انظر ديوان الهذليين: ١/ ٢١ وشرحه: ١/ ٧٠، وابن يعيش: ٢/ ٤١، وشرح الكافية الشافية: ٢/ ٧١٢، والمقاصد: ٣/ ١١٥، والأشموني: ٢/ ١٥١.

(٢) في (ع) و (مل) زيادة: «وَصُمْتُ الشَّهر الذي تَعْرِفُ، وَزُرْتُكَ صَفراً، وَلَقيتُكَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ» انظر الحاشية السابقة - وفي (مل) زاد أيضاً: «فَتَنْصِبُ هذا كله بالفعل الذي فيه».

(٣) في (ع): (في الكلام).