باب نعم وبئس
باب نعم وبئس
  [قال](١): اعلم أنَ (نِعْمَ، وَبِئْسَ) فعلان ماضيان غير متصرفين ومعناهما المبالغة في المدح والذم ولا يكون فاعلاهما إلا اسمين معرفين باللام تعريف الجنس أو مضمرين على شريطة التفسير، ثُمَّ يُذكر بعد ذلك المقصود بالمدح أو الدم، وذلك قولك: نِعْمَ الرَّجُلُ زَيدٌ، وَبِئْسَ الغُلامُ جَعْفَرٌ. فـ (الرجل) مرفوع بفعله، و (زيد) مرفوع؛ لأنه خبر مبتدأ محذوف، كأن قائلاً قال: مَنْ هذا الممدوح؟ فقلت: زيد، أي: هو زيد وإن شئت كان (زيد) مرفوعًا بالابتداء، وما قبله خبر عنه مقدم عليه».
  اعلم أن الأصل في (نعم): (نَعمَ) بفتح النون وكسر العين. والدليل عليه قول الشاعر(٢):
  ١٦٥ - ففداء لبني قيس على ... ما أصاب(٣) النَّاسَ مِنْ سُرِّ(٤) وَضُرْ
  ما أَقَلَّتْ قَدَمي إِنَّهُمْ ... نَعِمَ الساعونَ فِي الأَمر المبر
(١) تكملة من (ع).
(٢) هو طرفة بن العبد.
١٦٥ - البيتان من الرمل.
وهما في ديوانه: ٥٨، ورواية البيت الثاني فيه:
خالتي والنفس قدمًا إِنَّهُمْ ... نَعِم الساعون في القَوْمِ الشَّطَرْ
والمقتضب: ٢/ ١٣٨، والخصائص: ٢/ ٢٢٨، والمحتسب: ١/ ٣٤٢، وأمالي ابن الشجري: ٢/ ٥٥، والتبصرة: ١/ ٢٧٥، والخزانة: ٣/ ١٠١.
والثاني منهما في سيبويه: ٢/ ٤٠٨، وشرح الكافية الشافية: ٢/ ١١٠١، والإنصاف: ١/ ١٢٢، والمرتجل: ١٣٨، والهمع: ٢/ ٨٤، واللسان: (نعم).
وعجز الأول في الإيضاح العضدي: ٢/ ٤.
وعجز الثاني في ابن يعيش: ٧/ ١٢٧.
(٣) في الأصل و (ع): (على ما قد أصاب) بإقحام (قد).
(٤) في (ع): (شر) بالشين المعجمة، وهو تصحيف.