البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب المعرفة والنكرة

صفحة 319 - الجزء 1

النصف الثاني

  من كتاب البيان في شرح اللمع للشيخ أبي الفتح عثمان. بن جني الموصلي | إملاء الإمام جمال الشرف أبي البركات عمر بن إبراهيم بن محمد الحسيني الكوفي ¥.

  

  وبه التوفيق⁣(⁣١)

باب المعرفة والنكرة

  قال: «والنكرة مالم يَخُص الواحد من جنسه، نحو: رجل وغلام. وتعتبر النكرة باللام وبـ (رب)، نحو: الرجل والغلام، وَرُبَّ رجلٍ، وَرُبَّ غُلام».

  اعلم أن الأصل في الأسماء كلها أن تكون نكرات ثم يطرأ عليها التعريف، فالتعريف فرع على التنكير والتنكير هو الأصل، فكل ما لم يخص الواحد من جنسه فهو نكرة، نحو: ثوب ودرهم، ودينار وفرس، ورجل، وهو كثير، وإن شئت قلت كُلُّ اسم عم اثنين فما زاد فهو نكرة، وإن شئت قلت: كل ما حسن أن يدخل عليه (رب) فهو نكرة، نحو: رب رجل [وَرُبِّ غُلام]⁣(⁣٢)، ورب مال، ألا ترى أنك لا تقول: رُب زيد، ولا: رُبَّ عمرو، ولا: رُبَّ هذا، ولا: رُبَّ الرّجل، وإِنَّما اختصت (رب) بالنكرات؛ لأنَّ (رُبَّ) معناها التَّقليل، والنكرات يجوز تقليلها وتكثيرها، فحسن دخولها عليها، وليس كذلك المعارف؛ لأن المعارف لا يصح


(١) (النصف الثاني من كتاب ... وبه التوفيق): ليس في (ع) وليس فيها ما يدل على انتهاء النصف الأول من الكتاب وابتداء النصف الثاني.

(٢) زيادة من (ع).