باب التثنية
باب التثنية
  قال: «اعلم أنَّ التثنية للأسماء دون الأفعال والحروف، فإذا ثنيت الاسم المرفوع زدت في آخره ألفًا ونونا، تقول في الرفع: قام الزيدان والعمران، فالألف حرف الإعراب، وهي علامة التثنية وعلامة الرفع، ودخلت التونُ عوضًا مما منع الاسم من الحركة والتَّنْوين(١)، وكسرت لسكونها وسكون الألف قبلها».
  اعلم أنَّ العرب جعلت الألف في الاسمين المتفقين في التسمية(٢) كالواو في الاسمين المختلفين فيها(٣)، والأصل الواو، نحو قولك: جاء زَيْدٌ وَعَمْرُو. ولكنهم فعلوا ذلك إيجازاً واختصاراً، فقالوا في المتفق: جاءَ الزَّيْدان، فكان أخف عليهم من قولهم: جاء زيد وزيد.
  والتثنية تصلح لكلِّ شيءٍ مِمَّنْ يعقل وممن لا يعقل، ولكلِّ مذكرٍ ومؤنَّثْ وغير ذلك، إلا أنها للأسماء(٤) دون الأفعال والحروف، وإنما كان كذلك؛ لأنَّ الحرف معناه في غيره، وما يكون معناه في غيره لا يصح تثنيته ولا جمعه؛ لأنَّه لا يفهم معناه فيُثنّى أو يُجمَعُ.
  وأما الأفعال فهي تدلُّ على القليل وعلى الكثير بمنزلة أسماء الأجناس،
(١) في (مل) زيادة: (اللذين كانا في الواحد).
(٢) في (ع): (في الاسمية)، وهو تحريف.
(٣) في (ع): (المختلفين في التسمية).
(٤) في الأصل: (الانها الأسماء)، وهو تحريف، والتصويب من (ع).