البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب جمع التذكير

صفحة 82 - الجزء 1

باب⁣(⁣١) جمع التذكير

  قال: «وهو الذي يكون في الرفع بالواو والنون، وفي النصب والجر بالياء والنون. وإنما يكون هذا الجمع للمذكرين ممن يعقل، نحو (زيد) و (عمرو) تقول في الرفع: قام الزيدون والعمرونَ، فالواو حروف الإعراب وهي علامة الجمع، وعلامة الرفع. وفتحت النون لسكونها وسكون الواو قبلها. فإن جررت أو نصبت جعلت مكان الواو ياء مكسوراً ما قبلها تقول: مررتُ بالزيدين، وضربتُ الزيدين، فالياء حرف إعراب، وهي علامة الجمع، وعلامة الجر والنصب⁣(⁣٢). فإن أضفت هذا الجمع أسقطت نونه للإضافة، تقول: هؤلاء مسلمو زيد، ومررتُ بمسلمي زيد، ورأيت مسلمي زيد، وكان الأصل (مسلمون) و (مسلمين) فسقطت النون للإضافة».

  اعلم أنَّ / التذكير⁣(⁣٣) لَمّا كان هو الأصل، والتأنيث فرعًا عليه قدمه على [٢٣/ب] المؤنث؛ ولأنَّ هذا الجمع أخص؛ لأنَّه يكون لمن يعقل دون غيره، وجمع المؤنث يكون لمن يعقل ولمن لا يعقل، وتقديم الأخص أولى. وهذا الجمع يقال له: جمع التصحيح، وجمع السلامة؛ لأنه صح فيه نَضد الواحد وبناؤه، وسلم فيه. ويقال له أيضاً: جمع على هجائين؛ لأنه مرَّةً يكون بالواو ومرة يكون بالياء.

  وإنما اختص هذا الجمع بالمذكرين من يعقل؛ لأنهم اختصوا بفضائل


(١) (باب): ليست في (ع).

(٢) في (مل): (والنصب مفتوحة بحالها في الرفع).

(٣) في (ع): (المذكر).