البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب الإضافة

صفحة 266 - الجزء 1

باب الإضافة

  قال: «وهي على⁣(⁣١) ضربَينِ: أحدهما: ضم اسم إلى اسم، هو غيره، بمعنى اللام، والآخر: ضم اسم إلى اسم، هو بعضه، بمعنى (من).

  والأوَّلُ منهما نحو قولك: هذا غُلام زيد؛ أي: غُلامٌ لَهُ، وهذهِ دار عبد الله؛ أي دار له.

  والثاني نحو قولك: هذا ثوبُ خَزَّ، فالثَّوْبُ بَعْضُ الخَز⁣(⁣٢)؛ أي ثوب من خَز⁣(⁣٣). وهذه جبة صوف؛ أي جبة من صوف».

  اعلم أن الإضافة على ضربين: إضافةٌ مَحْضَةٌ، وإضافة غير محضة.

  فالإضافة المحضة: هي إضافة اسم إلى اسم مثله من غيرِ أَنْ يُقَدَّرَ التنوين ويُنوى الانفصال. وتكون هذه الإضافة على ضربين: أحدهما: بمعنى اللام، والآخر: بمعنى (مِنْ)، والاسم الثاني مجرورٌ على كل حال بالأول لنيابته عن حرف الجر؛ لأنَّ الأسماء غير عاملة إِلا أَنْ تَنوب عن فعل أو حرفِ جر.

  الضَّرْبُ الثاني: الإضافة غير المحضَة، وهي التي يُنوى بها الانفصالُ ويُقَدِّرُ التنوين، وهي على أربعة أضرب:

  أحدها: إضافة اسم الفاعل إلى المفعول، وأنت تريد التنوين، نحو: ضارب


(١) (على): ساقطة من (ع). وفي (مل): (وهي في الكلام على ضربين).

(٢) (فالثوب بعض الخز): ليست في الأصل.

(٣) (أي ثوب من خز): ساقط من (ع).