باب الاستثناء
باب الاستثناء
  قال: «ومعنى الاستثناء: أنْ تُخْرِجَ شَيْئًا فَما أَدْخَلْتَ فيه غيرَهُ، أَوْ تُدْخِلُهُ فيما أَخْرَجْتَ منه غيره، وحرفُهُ المستولي عليه (إلا)، وتُشَبَّهُ به أسماء، وأفعال، / وحروف.
  فالأسماء: (غَيْرُ) و (سُوَى)، والأفعالُ: (لَيْسَ) و (لا يكونُ) وَ (عَدا) و (حاشا) و (خلا)، والحروفُ: (حاشا) و (خلا)».
  اعلم أن الاسْتِثْناءَ يُخْرِجُ من الكلام ما لولاه لكان داخلاً فيه، ويُدْخِلُ فيه ما لولاه لكان خارجا عَنْهُ؛ لأن الاستثناء من الاثبات نفي، ومن النفي إثبات، ولهذا لو قال(١): لَهُ عَلَيَّ عَشرة دراهم إلا أربعة إلا در همين لكان عليه ثمانية دراهم.
  والحرف الموضوع للاستثناء هو (إلا) وما سواه مشبه به، كما أنَّ [الأصل في](٢) حروف الشَّرْطِ هوَ (إِنْ) الخفيفة وما سواها مُشَبَّة بها.
  وقد تقدم أنَّ الاستثناءَ يَنْتَصِب تشبيها بالمفعول به؛ لأنَّه واقع بعد كلام تام، كما أن المفعول به واقع بعد كلام تام والعامل فيه الفعل المتقدم و (إلا) أوصلت الفعل وقوتْهُ على العمل، كما أنَّ الواو، في قولهم: استوى الماء والخشبة، أوصلت الفعل وقوته على العمل حتى نصب المفعول معه. فإذا اسْتَثْنَيْت، ولم تكن (إلا) بمنزلة (غَيْرِ)، فانصب لا غير، تقولُ: جاءَني(٣) القومُ إِلا زيدا، قال الله
(١) في (ع): (قالوا).
(٢) تكملة من (ع).
(٣) في (ع): (جاء القوم).