البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب المفعول له

صفحة 212 - الجزء 1

بابُ المفعول لَهُ

  قال: «اعلم أن المفعول له لا يكون إلا مصدرًا، ويكون العامل فيه فعلاً من غير لفظه. وإنَّما يُذْكَرُ المفعول له لأنَّه عُذر وعلَّةٌ لوقوع الفعل، تقول: زُرتُكَ طَمَعًا في بركَ، وقَصَدتُكَ ابتغاء لمعروفك أي للطمع وللابتغاء⁣(⁣١) قال الله تعالى: {يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ}⁣(⁣٢) أي لحَذَرِ المَوْتِ. قال حاتم الطائي:

  ٦١ - وَأَغْفِرُ عَوْراءَ الكَريم ادخارَهُ ... وَأُعْرِضْ عَنْ شَتْمِ اللَّئيمِ تَكَرما

  أي: لادّخارِهِ. فَلَمّا حذف اللام نصبه بالفعل الذي قبلَهُ».

  اعلم أنَّ المفعول في هذا الباب يُسَمَّى مفعول الغرض، ومفعولاً له. وهو جواب (لمه). وهو منصوب بالفعل الذي قبله. وإنَّما يُذكَرُ⁣(⁣٣) عُذراً. فلما كان مصدراً غيرَ مُشْتَق من الفعل المقدم عليه أشبه المفعول به الذي ليس بينه وبين فعله نسب⁣(⁣٤). ويجوز أن يكون معرفةً ونكرَةً كالمفعول به تقول: جئتك مشيا، تريد ماشيا ولا يجوز أن تقول⁣(⁣٥): جئْتُكَ خَوْفًا، تُريدُ: خائفا، وأنتَ تُريد من أجل


(١) في (مل): أي: زرتك للطمع، وقصدتك للابتغاء).

(٢) البقرة: (١٩).

٦١ - البيت من الطويل. انظر ديوانه: ٢٣٨، وسيبويه: ١/ ١٨٤، ٤٦٤، والنوادر لأبي زيد: ٣٥٥، والمعاني للأخفش: ١/ ١٦٧، والمقتضب: ٢/ ٣٤٧، والكامل: ١/ ١٩١، والجمل للزجاجي: ٣١٠، والأصول: ١/ ٢٥٠، والتبصرة: ١/ ٢٥٥، وابن يعيش: ٢/ ٥٤، والخزانة: ١/ ٤٩١، والمقاصد: ٣/ ٥٧. ورواية الديوان:

وأغفر عوراء الكريم اصطناعه ... وأصفح عن شتم اللئيم تكرما

(٣) في (ع): (نذكره).

(٤) في (ع): (سبب).

(٥) (جئتك مشياً تريد ماشياً ولا يجوز أن تقول): ساقط من (ع).