باب المفعول له
بابُ المفعول لَهُ
  قال: «اعلم أن المفعول له لا يكون إلا مصدرًا، ويكون العامل فيه فعلاً من غير لفظه. وإنَّما يُذْكَرُ المفعول له لأنَّه عُذر وعلَّةٌ لوقوع الفعل، تقول: زُرتُكَ طَمَعًا في بركَ، وقَصَدتُكَ ابتغاء لمعروفك أي للطمع وللابتغاء(١) قال الله تعالى: {يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ}(٢) أي لحَذَرِ المَوْتِ. قال حاتم الطائي:
  ٦١ - وَأَغْفِرُ عَوْراءَ الكَريم ادخارَهُ ... وَأُعْرِضْ عَنْ شَتْمِ اللَّئيمِ تَكَرما
  أي: لادّخارِهِ. فَلَمّا حذف اللام نصبه بالفعل الذي قبلَهُ».
  اعلم أنَّ المفعول في هذا الباب يُسَمَّى مفعول الغرض، ومفعولاً له. وهو جواب (لمه). وهو منصوب بالفعل الذي قبله. وإنَّما يُذكَرُ(٣) عُذراً. فلما كان مصدراً غيرَ مُشْتَق من الفعل المقدم عليه أشبه المفعول به الذي ليس بينه وبين فعله نسب(٤). ويجوز أن يكون معرفةً ونكرَةً كالمفعول به تقول: جئتك مشيا، تريد ماشيا ولا يجوز أن تقول(٥): جئْتُكَ خَوْفًا، تُريدُ: خائفا، وأنتَ تُريد من أجل
(١) في (مل): أي: زرتك للطمع، وقصدتك للابتغاء).
(٢) البقرة: (١٩).
٦١ - البيت من الطويل. انظر ديوانه: ٢٣٨، وسيبويه: ١/ ١٨٤، ٤٦٤، والنوادر لأبي زيد: ٣٥٥، والمعاني للأخفش: ١/ ١٦٧، والمقتضب: ٢/ ٣٤٧، والكامل: ١/ ١٩١، والجمل للزجاجي: ٣١٠، والأصول: ١/ ٢٥٠، والتبصرة: ١/ ٢٥٥، وابن يعيش: ٢/ ٥٤، والخزانة: ١/ ٤٩١، والمقاصد: ٣/ ٥٧. ورواية الديوان:
وأغفر عوراء الكريم اصطناعه ... وأصفح عن شتم اللئيم تكرما
(٣) في (ع): (نذكره).
(٤) في (ع): (سبب).
(٥) (جئتك مشياً تريد ماشياً ولا يجوز أن تقول): ساقط من (ع).